×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

قال أنس رضي الله عنه: «مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَابَ طَعَامًا قَطُّ، إِنْ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ، وَإِلاَّ تَرَكَهُ » ([1]) ومتى أكل الإنسان ما لا يشهيه، كان تضرره به أكثر من نفعه .

*****

 من أنواع الموجودات المباحات، فلا يقتصر على نوع واحد مما في البلد.

وغذاء البلد أنسب للإنسان؛ لأن المخلوقات كلها الموجودة في الأرض الله جعل لها غذاءً يناسبها في أماكنها، هو الحكيم الخبير سبحانه وتعالى.

هذه عظيمة من النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه لا يذم الطعام أبدًا؛ لأنه ازدراء للنعمة، ذم الطعام ازدراء للنعمة وكفر بها.

لكن إن طاب لك، فكل منه، وإن لم يطب لك، اتركه، ولا تذمه، فهذا هدي الرسول صلى الله عليه وسلم «مَا عَابَ طَعَامًا قَطُّ».

وأنس رضي الله عنه هو خادم الرسول صلى الله عليه وسلم، الملازم له؛ فيعرف عاداته صلى الله عليه وسلم.

قوله: «إِنْ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ، وَإِلاَّ تَرَكَهُ»؛ أي: إن اشتهاه، أكله، وإن لم يشتهه، تركه بدون ذم وعيب للطعام.

قوله: «إِنْ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ» دل على أن الإنسان يأكل ما يشتهيه، أما ما لا يشتهي، فيتركه، ولا يغصب نفسه عليه؛ لأنه يضره.

تأكل شيئًا وأنت لا تشتهيه، يضرك، لا تأكل إلا ما تشتهي، هذه من آداب الغذاء؛ أنك لا تأكل إلا ما تشتهي.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3563)، ومسلم رقم (2064).