وذكر عبد الرزاق
في مصنفه عن علي رضي الله عنه: «يُحْبَسُ الْمُمْسِكُ حَتَّى يَمُوتَ» ([1])
وحكم صلى الله
عليه وسلم في العرنيين بقطع أَيْدِيَهُمْ، وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ؛
كَمَا سَمَلُوا أَعْيُنَ الرِّعَاءِ، وَتَرَكَهُمْ حَتَّى مَاتُوا جُوعًا
وَعَطَشًا؛ كَمَا فَعَلُوا بِالرَّاعِي .
*****
هذا مثل ما قبله.
قوله: «مصنفه»؛
كتاب مشهور، مصنف عبد الرزاق كتاب مشهور، فيه أحاديث، وفيه الفقهيات والقضائيات،
كتاب مفيد جدا، مثل مصنف ابن أبي شيبة.
هذه قضية، وهي أن
جماعة من الأعراب جاؤوا إلى المدينة، وأسلموا، وبقوا في المدينة، فأصابتهم الحمى؛ لأن
المدينة كانت فيها حمى؛ فأصابتهم الحمى، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن
يلحقوا بإبل الصدقة، وأن يشربوا من أبوالها وألبانها؛ لأن هذا علاج الحمى.
فذهبوا، وشربوا من
أبوال الإبل وألبانها؛ فشفاهم الله، ولكنهم طمعوا في الإبل -طبيعة الأعراب-،
فقتلوا الراعي شر قتلة، قتلوه بأن قطعوا أطرافه، وسملوا عينيه بالحديد الحار
المحمي، وتركوه في الصحراء، حتى مات جوعًا وعطشًا، جريمة عظيمة.
فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم في طلبهم، وأُتي بهم، ففعل بهم صلى الله عليه وسلم مثلما فعلوا بالراعي؛ بأن قطع أيديهم وأرجلهم، وسمل أعينهم، وتركهم في الحرة
([1]) أخرجه: عبد الرزاق في مصنفه (17893)، والبيهقي في معرفة السنن والآثار (12/60).