×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

    ويدل على هذا ما روي أحمد ، عن أبي هريرة مرفوعًا، وفيه: «فَقَالَ الْقَاتِلُ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَرَدْتُ قَتْلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلْوَلِيِّ: «أَمَا إِنَّهُ إِنْ كَانَ صَادِقًا، ثُمَّ قَتَلْتَهُ، دَخَلْتَ النَّارَ» ([1])، فَخَلَّى سَبِيلَهُ .

وحكم صلى الله عليه وسلم في يهودي رَضَّ رَأْسَ جَارِيَةٍ بَيْنَ حَجَرَيْنِ أَنْ يُرَضَّ رَأْسُهُ بَيْنَ حَجَرَيْنِ ([2]).

*****

هذا أرجح؛ لأن الرجل قال: ما تعمدت قتله، ولكن لا يقبل منه هذا القول، هو اعترف بالقتل؛ فلا يقبل منه هذا القول أنه لم يتعمد قتله.

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إِنْ قَتَلَهُ فَهُوَ مِثْلُهُ»؛ أي: في الإثم، فلما سمع الرجل كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، عفا عنه.

إن كان صادقًا، الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأخذ قوله قضية مسلمة، لكن قال: «أَمَا إِنَّهُ إِنْ كَانَ صَادِقًا، ثُمَّ قَتَلْتَهُ، دَخَلْتَ النَّارَ»، إن كان صادقًا في قوله بأنه لم يقصد، فأنت إذا قتلته، تكون في النار؛ لأن هذا قتل عمد، هذا الرجل تجنب الشبهة؛ فعفا.

في يوم كانوا في المدينة مستوطنين فيها، فلما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة عاهدهم، عاهدوا الرسول صلى الله عليه وسلم.


الشرح

([1])  لم أجده عند أحمد، وأخرجه: أبو داود رقم (4498)، والنسائي رقم (6898)، وابن ماجه رقم (2690).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (2413)، ومسلم رقم (1762).