وكان طلحة وسعيد
بن زيد رضي الله عنهما لم يشهدا بدرًا، فقسم لهم فقالا: وأجورنا؟ فقال: «وأجوركما»
([1]).
ولم يختلف أحد أن
عثمان بن عفان رضي الله عنه تخلف على امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فأسهم له ،
*****
قوله: «طلحه وسعيد بن زيد رضي الله
عنهما »، كان طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه من العشرة المبشرين بالجنة،
وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه، ابن عم عمر بن الخطاب رضي الله عنه،
وهو أيضًا من العشرة المشهود لهم بالجنة.
وقوله: «لم يشهدا
بدرًا»؛ أي: لم يحضرا غزوة بدر.
وقوله: «فقسم لهما»،
فهذا فيه دليل أن ولي الأمر يقسم للغائب، إذا كان غيابه لعذر شرعي، ولولاه، لحضر
الوقعة.
كما قسم لعثمان الله
عنه في بدر، وهو لم يحضر؛ لأنه بقي يمرض زوجته رقية بنت الرسول صلى الله عليه
وسلم.
الصحابة يحرصون على
الأجر من الله عز وجل، ولا يهمهم طمع الدنيا.
فلما قسم لهما صلى
الله عليه وسلم، قالا: «وأجورنا؟»؛ أي: هل يجمع الله لنا بين الأجر وبين المال،
قال: «نعم، وأجوركما»، فهما على أجرهما.
تخلف عثمان بن عفان رضي الله عنه عن غزوة بدر؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أبقاه يمرض زوجته، كانت مريضة، وهي رقية الله عنها بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، فماتت.
([1]) انظر: الطبقات الكبرى (3/162، 293)، وزاد المعاد (5/65).