وكانت الملوك
تهدي إليه، فيقبل هداياهم، ويقسمها بين أصحابه ، وأهدى له أبو سفيان هدية فقبل ([1]).
وذكر أبو
عبيد عنه أنه رد هدية أبي عامر بن مالك،
وقال: «إِنَّا لاَ نَقْبَلُ هَدِيَّةَ مُشْرِكٍ» ([2]).
*****
هذا من هديه صلى
الله عليه وسلم؛ أن ملوك الكفار كانوا يهدون إليه، ويقبل هداياهم صلى الله عليه
وسلم؛ تأليفًا لهم، وترغيبًا لهم في الإسلام؛ كما أهدى له المقوقس ملك مصر، أهدى
له البغلة، وأهدى له مارية القبطية أم إبراهيم، تسرى بها صلى الله عليه وسلم؛
فولدت له إبراهيم ابن الرسول صلى الله عليه وسلم.
فقبل هدايا الكفار،
وليس هذا بمطلب؛ بل تارة يقبلها، إذا كان بذلك فائدة للمسلمين، وتارة لا يقبلها.
يقسمها، ولا يخص بها
نفسه، رغم أنها هدية له صلى الله عليه وسلم، ولكن يقسمها بين أصحابه رضي الله عنه؛
لأنه يحب لهم الخير والمنفعة.
أهدى له أبو سفيان
بن حرب قبل أن يسلم هدية، فقبلها؛ تأليفًا له. قالوا: وهذا كان في الهدنة بعد صلح
الحديبية.
أبو عبيد القاسم بن
سلام، له كتاب «الأموال»، ذكر فيه أنه رد بعض هدايا الكفار، ولم يقبلها ([3]).
فإذا كان المشرك لا يترتب على قبول هديته مصلحة؛ فإنه صلى الله عليه وسلم لا يقبلها.
([1]) أخرجه: القاسم بن سلام في كتابه الأموال (ص633)، وابن سعد في الطبقات (76).