وقال: إنما قبل
هدية أبي سفيان؛ لأنها زمن الهدنة.
وكذلك المقوقس؛
لأنه أكرم حاطبًا، ولم يؤيسه من إسلامه،
****
زمن الهدنة بين صلح
الحديبية وفتح مكة.
المقوقس ملك مصر لما
أرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه بكتاب يدعوه
إلى الإسلام، فإن المقوقس أكرم حاطبًا رضي الله عنه، وأهدى للرسول صلى الله عليه
وسلم، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يرجو إسلامه، فقبل هديته.
وأما هرقل عظيم
الروم، فكتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأثنى على الرسول، لما قرأ الكتاب،
أثنى على الرسول صلى الله عليه وسلم، وأقر أنه رسول الله، وانه سيملك ما تحت
قدميه، وقال: «فَإِنْ يَكُنْ مَا قُلْتَ فِيهِ حَقًّا، فَيُوشِكُ أَنْ يَمْلِكَ
مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، وَاللَّهِ لَوْ أَرْجُو أَنْ أَخْلُصَ إِلَيْهِ،
لَتَجَشَّمْتُ لُقِيَّهُ، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ، لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمَيْهِ»
([1])، ولكن قومه النصارى
حالوا بينه وبين الإسلام، فلرغبته في الملك آثر الملك على الإسلام -والعياذ
بالله-، لكنه أثنى على الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخبر أنه رسول الله، وصفاته هي
صفات الرسول، وأنه سيتولى ما تحت قدميه من أرض الشام.
وأما كسرى -لعنه الله- ملك الفرس، فإنه مزق كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم، غضب لما قدموا له كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم، غضب ومزقه، فقال صلى الله عليه وسلم: «مَزَّقَ اللَّهُ مُلْكَهُ» ([2])، فمزق الله ملكه، وسقطت بلاد فارس في أيدي المسلمين.
([1]) أخرجه: احمد رقم (2370).