×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

والذي تدل عليه سنته صلى الله عليه وسلم أنه يتصرف فيه بالأمر، لا تصرف المالك بإرادته، فإن الله سبحانه خيره بين أن يكون عبدًا رسولاً، وبين أن يكون ملكًا رسولاً، فاختار صلى الله عليه وسلم العبودية.

*****

 لأنهم كانوا قريبين من المدينة، خرجوا إليهم، وحاصروهم، وفي نهاية الأمر استسلموا، لما خان اليهود العهد، الرسول صلى الله عليه وسلم خرج إليهم بأصحابه، وحاصروهم، وقطعوا بعض نخيلهم، في قوله تعالى: ﴿مَا قَطَعۡتُم مِّن لِّينَةٍ أَوۡ تَرَكۡتُمُوهَا قَآئِمَةً عَلَىٰٓ أُصُولِهَا [الحشر: 5].

قوله: ﴿تَرَكۡتُمُوهَا؛ أي: بعض نخيلهم؛ نكاية بهم.

فالله جل وعلا أعطى فيأهم لرسوله صلى الله عليه وسلم خاصة.

قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ مِنۡهُمۡ فَمَآ أَوۡجَفۡتُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ خَيۡلٖ وَلَا رِكَابٖ [الحشر: 6]؛ فهو خاص بالرسول صلى الله عليه وسلم.

ثم قال تعالى: ﴿مَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ كَيۡ لَا يَكُونَ دُولَةَۢ بَيۡنَ ٱلۡأَغۡنِيَآءِ مِنكُمۡۚ وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ [الحشر: 7].

يتصرف فيه بالأمر، بأمر الله سبحانه وتعالى، ولا يتصرف فيه تصرف المالك له.

الله خير رسوله صلى الله عليه وسلم أن يجعله ملكًا رسولاً؛ مثل: داود وسليمان عليهما السلام؛ فإن كل واحد منهما ملك، وفي نفس الوقت هو رسول الله.

النبي صلى الله عليه وسلم ولم اختار أن يكون عبدًا رسولاً، ولا يكون ملكًا رسولاً؛ تواضعًا لله عز وجل.


الشرح