والفرق أن العبد
لا يتصرف إلا بالأمر، والملك الرسول له أن يعطي من يشاء، ويمنع من يشاء؛ كما قال
تعالى لسليمان: ﴿هَٰذَا عَطَآؤُنَا
فَٱمۡنُنۡ أَوۡ أَمۡسِكۡ بِغَيۡرِ حِسَابٖ﴾ [ص:
39]؛ أي: أعط من شئت، وامنع من شئت.
وهذه المرتبة
التي عرضت على نبينا صلى الله عليه وسلم، فرغب عنها، وقال: «وَاللَّهِ، مَا
أُعْطِيكُمْ، وَلاَ أَمْنَعُكُمْ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ أَضَعُهُ حَيْثُ
أُمِرْتُ» ([1]).
*****
فالملك لرسول يتصرف
على حسب رأيه؛ مثل: سليمان عليه السلام؛ فإنه يتصرف، ويعطي حسبما يرغب ويرى فيه
المصلحة، قال تعالى: ﴿هَٰذَا
عَطَآؤُنَا فَٱمۡنُنۡ أَوۡ أَمۡسِكۡ بِغَيۡرِ حِسَابٖ﴾ [ص: 39].
هذا خطاب الله
لسليمان عليه السلام، أما رسولنا صلى الله عليه وسل، فإنه عبد رسول، ولذلك تقول: «وَأَشْهَدُ
أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ».
قوله: «بالأمر»؛
أي: بأمر الله عز وجل.
قال تعالى: ﴿فَسَخَّرۡنَا لَهُ ٱلرِّيحَ
تَجۡرِي بِأَمۡرِهِۦ رُخَآءً حَيۡثُ أَصَابَ ٣٦ وَٱلشَّيَٰطِينَ كُلَّ بَنَّآءٖ وَغَوَّاصٖ ٣٧ وَءَاخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي ٱلۡأَصۡفَادِ ٣٨ هَٰذَا عَطَآؤُنَا فَٱمۡنُنۡ أَوۡ أَمۡسِكۡ بِغَيۡرِ حِسَابٖ﴾ [ص: 36- 39].
هذا الملك الرسول،
وهو سليمان عليه السلام.
قوله صلى الله عليه وسلم: «وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ»؛ أي: أقسم على أمر الله عز وجل، الله هو المعطي، والرسول صلى الله عليه وسلم هو القاسم.
([1]) أخرجه: أبو داوود رقم (2949)، وأحمد رقم (10257).