×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

والفرق أن العبد لا يتصرف إلا بالأمر، والملك الرسول له أن يعطي من يشاء، ويمنع من يشاء؛ كما قال تعالى لسليمان: ﴿هَٰذَا عَطَآؤُنَا فَٱمۡنُنۡ أَوۡ أَمۡسِكۡ بِغَيۡرِ حِسَابٖ [ص: 39]؛ أي: أعط من شئت، وامنع من شئت.

وهذه المرتبة التي عرضت على نبينا صلى الله عليه وسلم، فرغب عنها، وقال: «وَاللَّهِ، مَا أُعْطِيكُمْ، وَلاَ أَمْنَعُكُمْ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ أَضَعُهُ حَيْثُ أُمِرْتُ» ([1]).

*****

فالملك لرسول يتصرف على حسب رأيه؛ مثل: سليمان عليه السلام؛ فإنه يتصرف، ويعطي حسبما يرغب ويرى فيه المصلحة، قال تعالى: ﴿هَٰذَا عَطَآؤُنَا فَٱمۡنُنۡ أَوۡ أَمۡسِكۡ بِغَيۡرِ حِسَابٖ [ص: 39].

هذا خطاب الله لسليمان عليه السلام، أما رسولنا صلى الله عليه وسل، فإنه عبد رسول، ولذلك تقول: «وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ».

قوله: «بالأمر»؛ أي: بأمر الله عز وجل.

قال تعالى: ﴿فَسَخَّرۡنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجۡرِي بِأَمۡرِهِۦ رُخَآءً حَيۡثُ أَصَابَ ٣٦ وَٱلشَّيَٰطِينَ كُلَّ بَنَّآءٖ وَغَوَّاصٖ ٣٧ وَءَاخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي ٱلۡأَصۡفَادِ ٣٨ هَٰذَا عَطَآؤُنَا فَٱمۡنُنۡ أَوۡ أَمۡسِكۡ بِغَيۡرِ حِسَابٖ [ص: 36- 39].

هذا الملك الرسول، وهو سليمان عليه السلام.

قوله صلى الله عليه وسلم: «وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ»؛ أي: أقسم على أمر الله عز وجل، الله هو المعطي، والرسول صلى الله عليه وسلم هو القاسم.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داوود رقم (2949)، وأحمد رقم (10257).