×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وأخذها من المجوس، قال أحمد والشافعي: لا تؤخذ إلا من أهل الكتاب والمجوس ([1]).

ولم يأخذها من مشركي العرب.

*****

أخذها من المجوس، المجوس يلحقون بهذا الكتاب، تؤخذ من أهل الكتاب، هذا هو الأصح.

أخذها النبي صلى الله عليه وسلم -أيضًا- من المجوس، وهم الذين يعبدون إلهين اثنين، يعبدون النور والظلمة، ويعبدون النار، يوقدون النار ويعبدونها، ويضعون بيوتًا للنار، ويوقدونها، وعليها سدنة، ويعبدونها -والعياذ بالله-، هؤلاء هم المجوس. أخذ النبي صلى الله عليه وسلم الجزية منهم، وألحقهم بأهل الكتاب، قال صلى الله عليه وسلم: «سُنُّوا بِهِمْ سُنَّةَ أَهْلِ الْكِتَابِ» ([2])؛ ألحقهم صلى الله عليه وسلم بأهل الكتاب.

أما المشركون الذين ليس لهم كتاب، فلم يأخذها منهم؛ إما الإسلام، وإما القتل أو الاسترقاق، لأنه ليس لهم كتاب، المجوس لهم كتاب، يقولون: لهم كتاب، لكنه رفع، وإلا هم في الأصل لهم شبهة كتاب.


الشرح

([1])  انظر: الأم للشافعي (4/174)، والحاوي الكبير (14/153)، ومجموع الفتاوى (19/22، 23)، وأحكام أهل الذمة (1/79- 81).

([2])  أخرجه: البيهقي في السنن الصغير رقم (4/4)، ومالك في الموطأ (2/ 395)، وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 435).