ثبت أنه قال صلى
الله عليه وسلم لرسولي مسيلمة -لما قالا: نقول إنه رسول الله-: «لَوْلاَ أَنَّ الرُّسُلَ
لاَ تُقْتَلُ لَقَتَلْتُكُمَا» ([1]).
*****
لما جاء رسولا
مسيلمة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، كتب مسيلمة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم:
مِنْ مُسَيْلِمَةَ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله
عليه وسلم أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي قَدْ أُشْرِكْتُ فِي الأَْمْرِ مَعَكَ، وَإِنَّ
لَنَا نِصْفَ الأَْرْضِ وَلِقُرَيْشٍ نِصْفَهَا.
فرد عليه الرسول صلى
الله عليه وسلم: «مِنْ مُحَمَّدٍ وَلِيِّ اللَّهِ إِلَى مُسَيْلِمَةَ
الْكَذَّابِ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ الأَْرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ
مِنْ عِبَادِهِ،»، قَالَ لِلرَّسُولَيْنِ: فَمَا تَقُولاَنِ أَنْتُمَا؟
قَالاَ: نَقُولُ: كَمَا قَالَ،. قَالَ صلى الله عليه وسلم: «لَوْلاَ أَنَّ
الرُّسُلَ لاَ تُقْتَلُ لَضَرَبْتُ أَعْنَاقَكُمَا».
فلم يقتلهم صلى الله
عليه وسلم؛ لأن رسل الكفار لا تقتل، وقال صلى الله عليه وسلم: «لَوْلاَ أَنَّ
الرُّسُلَ لاَ تُقْتَلُ لَضَرَبْتُ أَعْنَاقَكُمَا»، فدل على أن رسل الكفار لا
يقتلون، وهذا فيه الرد على المتحمسين الآن، الذين يدعون الجهاد، ويقتلون الكفار،
بأي صفة؟!
يفجرون مساكنهم، ويخربون، هذا ليس من هدي الإسلام أبدًا، ليس من هدي الإسلام، ولا من هدي الكفار، هذا هدي الوحشية، حتى الكفار لا يفعلون هذا، هذا ليس من هدي البشرية، هذا من هدي الوحوش، لكن الجهل يفعل بصاحبه أشد من هذا.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2761)، وأحمد (6/306)، والحاكم (2/155).