×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ فَلاَ يَحُلَّنَّ عَهْدًا، وَلاَ يَشُدَّنَّهُ حَتَّى يَمْضِيَ أَمَدُهُ أَوْ يَنْبِذَ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ»، صححه الترمذي ([1]).

*****

إما أن المسلمين يوفون بالعهد إلى تمامه، وإن بدا لهم نقضه قبل تمامه لسبب يقتضي ذلك، فإنهم يعلمون الكفار، يعلمونهم بذلك، ولا يفاجئونهم؛ لأن الإسلام ليس دين خيانة، بل هو دين وفاء، حتى مع العدو، قال تعالى: ﴿وَلَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَ‍َٔانُ قَوۡمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا ٱعۡدِلُواْ هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ [المائدة: 8].

قوله: ﴿شَنَ‍َٔانُ؛ أي: البغض.

وقال تعالى: ﴿وَلَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَ‍َٔانُ قَوۡمٍ أَن صَدُّوكُمۡ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ أَن تَعۡتَدُواْۘ [المائدة: 2]، حتى لو أنهم أخطؤوا عليكم - الذين صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن المسجد الحرام يوم الحديبية - فلا يوجب هذا أن المسلمين يغدرون بهم، وينقضون الصلح الذي بينهم.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (2759)، والترمذي رقم (1580).