×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ» ([1])، وفي حديث آخر: «يُجِيرُ عَلَى المُسْلِمِينَ أَدْنَاهُمْ، وَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ» ([2]).

*****

قوله صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ»؛ أي: يقتل المسلم بالمسلم، ولا يقتل المسلم بالكافر، لكن المسلم بالمسلم يقتل قصاصًا؛ تتكافأ دماؤهم، أما الكافر والمسلم، فلا تتكافأ دماؤهم.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ»، هذا الشاهد.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ»، إذا واحد من المسلمين أجار كافرًا، يجب على المسلمين أن يؤمنوه؛ لأنه أجاره واحد من المسلمين.

ولا يقولون: أنت لم يؤمنك ولي الأمر. هذا مسلم له ذمة، ذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، ولو كان ليس له شأن، طالما أنه مسلم وأمن كافرًا، فإنه يؤمن، وفاءً من الإسلام بالأمان، واحترامًا لذمة المسلم.

ولهذا في فتح مكة لما جاء واحد من الكفار، واستجار بأم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها ابنة عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وأراد علي رضي الله عنه أن يقتله، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ» قَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ» ([3]).


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (2751)، وابن ماجه رقم (2685)، وأحمد (11/402).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (2751)، وابن ماجه رقم (2685)، وأحمد (11/687).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (357).