وَالرّيحِ
وَالْحَرّ وَأَبُو خَيْثَمَةَ فِي ظِلّ بَارِدٍ، وَطَعَامٍ مُهَيّأٍ، وَامْرَأَةٍ
حَسْنَاءَ، مَا هَذَا بِالنّصْفِ؟ وَاَللّهِ لاَ أَدْخُلُ عَرِيشَ وَاحِدَةٍ
مِنْكُمَا حَتّى أَلْحَقَ بِرَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم، فقَدّمَ نَاضِحَهُ
فَارْتَحَلَهُ ثُمّ خَرَجَ، حَتّى أَدْرَكَهُ حِينَ نَزَلَ تَبُوكَ».
وكان عُمَيْرُ
بْنُ وَهْبٍ رضي الله عنه أدركه فِي الطّرِيقِ، فَتَرَافَقَا حَتّى إذَا دَنَوْا
مِنْ تَبُوكَ، قال له أَبُو خَيْثَمَةَ: إنّ لِي ذَنْبًا فَلاَ عَلَيْك أَنْ
تَتَخَلّفَ عَنّي حَتّى آتِيَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، فَفَعَلَ حَتّى
إذَا دَنَا مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ النّاسُ: هَذَا رَاكِبٌ
عَلَى الطّرِيقِ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: «كُنْ أَبَا خَيْثَمَةَ».
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ هُوَ وَاَللّهِ أَبُو خَيْثَمَةَ. فَلَمّا أَنَاخَ أَقْبَلَ
فَسَلّمَ عَلَى رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم، وأَخْبَرَ خَبَرَهُ، قَالَ لَهُ
رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم خَيْرًا وَدَعَا لَهُ بِخَيْر».
وكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم حِينَ مَرّ بديار ثمود ،
*****
أدرك أبا خيثمة.
يريد أن يقدم على
الرسول صلى الله عليه وسلم وحده.
هذه مسألة عظيمة،
وهي المرور بآثار الكفار ومنازل الكفار المعذبين؛ أن الإنسان لا يستقر فيها، ولا
ينبسط فيها، بل يمر بها مرورًا، ولا يشرب من مائها، بل من يمر بها يمر معتبرًا
وباكيًا.
أما الآن، فيتخذون هذه الديار وهذه الآثار مفخرة، ويجعلونها للسياح، هذا لا يجوز؛ هذه ديار معذبين -والعياذ بالله-.