قَالَ لاَ
تَشْرَبُوا مِنْ مَائِهَا شَيْئًا وَلاَ تَتَوَضّئُوا مِنْهُ لِلصّلاَةِ وَمَا
كَانَ مِنْ عَجِينٍ عَجَنْتُمُوهُ فَاعْلِفُوهُ الإِْبِلَ وَلاَ تَأْكُلُوا مِنْهُ
شَيْئًا وَلاَ يَخْرُجَنّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إلاّ وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ» ، ففعلوا،
إلاّ رَجُلَيْنِ، خَرَجَ أَحَدُهُمَا لِحَاجَتِهِ، والآْخَرُ فِي طَلَبِ
بَعِيرِهِ، فخُنِقَ الّذِي خَرَجَ لِحَاجَتِهِ عَلَى مَذْهَبِهِ ، وحملت الرّيحُ
طالب البعير حَتّى ألقته في جبلي طَيّئٍ، فقال رسو الله صلى الله عليه وسلم: «أَلَمْ
أَنْهَكُمْ ؟»، ثُمّ دَعَا لِلّذِي خُنِقَ، فَشُفِيَ، وأهدت الآْخَرُ طَيّئٌ لِرَسُولِ
الله صلى الله عليه وسلم حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ ([1]).
*****
أي: بالليل، قال لهم
صلى الله عليه وسلم: «ولا يخرجن أحد منكم إلا ومعه صاحب له»؛ لأن فيه
خطرًا، وقام رجلان، وحصل عليهم ما سيذكره.
قوله: «على مذهبه»؛
أي: على حاجته، وهو يقضي حاجته أصيب، وانحبس على حاجته.
قوله: «جبلي طيئٍ»؛ أي: أجا وسلمى.
([1]) رواه ابن هشام في سيرته (2/521)، وابن القيم في زاد المعاد (3/465).