ولما قدم رسول
الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، ودخلت سنة تسعٍ، بعث المُصَدِّقين يأخذون
الصدقات من الأعراب، فبعث عيينة رضي الله عنه إلى بني تميم، وبعث عدي بن حاتم رضي
الله عنه إلى طيئٍ وبني أسدٍ، وبعث مالك بن نويرة رضي الله عنه على صدقات بني
حنظلة، وفرق صدقات بني سعدٍ على رجلين، فبعث الزِّبرقان رضي الله عنه إلى ناحيةٍ،
وقيس بن عاصمٍ رضي الله عنه إلى ناحيةٍ ، وبعث العلاء رضي الله عنه إلى البحرين ،
وبعث عليًا رضي الله عنه إلى نجران ([1]).
*****
فالنبي صلى الله
عليه وسلم مضى إلى تبوك مخترقًا الرمال شديدة الحرارة ولهب الصيف والحر، ووصل إلى
تبوك، عسكر فيها، وانتظر النصارى، والنصارى لما علموا بخروج المسلمين وتهيئهم
للقتال، هابوا ولم يأتوا للقتال، بقوا في الشام، فرجع رسول الله صلى الله عليه
وسلم بأصحابه الصادقين المؤمنين رجعوا، ولم يصبهم قتال، ونالوا الأجر العظيم من
الله سبحانه وتعالى، صبروا على المشقة.
لما قدم صلى الله
عليه وسلم المدينة بعد فتح مكة وغزوة حنين وغزوة الطائف، لما رجع إلى المدينة بعد
ذلك، جاءت غزوة تبوك.
يبعث العمال يجلبون
الزكاة من البادية - البوادي-، وهم الأعراب الذين حول المدينة.
هؤلاء من بني تميم،
من سادة بني تميم.
علاء بن الحضرمي رضي الله عنه.
([1]) انظر: سيرة ابن هشام (2/600)، وزاد المعاد (3/445).