وفيها كانت غزوة
تبوكٍ ، وكانت في رجبٍ في زمن عسرةٍ من الناس، وجدبٍ من البلاد حين طابت الثمار ([1]).
وكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قلما يخرج في غزوةٍ إلا كَنَّى عنها ، إلا ما كان منها ؛ لبعد
السفر وشدة الزمان
*****
والبحرين المراد بها
الأحساء في ذلك الوقت، هي التي تسمى البحرين.
أي: في سنة تسع.
قال سبحانه وتعالى: ﴿لَّقَد تَّابَ ٱللَّهُ
عَلَى ٱلنَّبِيِّ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ فِي
سَاعَةِ ٱلۡعُسۡرَةِ مِنۢ بَعۡدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٖ مِّنۡهُمۡ ثُمَّ تَابَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّهُۥ بِهِمۡ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ﴾ [التوبة: 117].
طابت الثمار، والناس
بحاجة إلى النخيل.
كان صلى الله عليه
وسلم من سيرته في الغزو أنه لا يخبر بالجهة التي يريدها، إلا غزوة تبوك؛ لما كانت
بعيدة وشاقة، أخبر الناس بجهته؛ لأجل أن يتميز الصادق في إيمانه من المنافق
المتكاسل.
فقوله: «كنى عنها»؛
أي: لم يصرح بها، ولا يبين الجهة التي يريدها؛ لكي لا يصل الخبر إلى العدو.
قوله: «إلا ما كان
منها»؛ أي: إلا ما كان من تبوك؛ فقد صرح بها.
«لبعد السفر»؛ فهذا بعيد، «وشدة الزمان»؛ الصيف والحر.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4418)، ومسلم رقم (2769).