فقال صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ للجد بن قيسٍ: «هَلْ لَك فِي جَلاَّد
بَنِي الأَْصْفَر؟» ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أوْ تأذن لي وَلاَ تَفْتِنِّي
؟ فَمَا مِنْ رَجُلٍ أَشَدُّ عُجْبًا بِالنِّسَاءِ مِنِّي، وإني أخشى إن رأيت نساءهم
ألاَّ أصبر، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: «قد أذنت لك» ، ففيه نزلت
الآية: ﴿وَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ ٱئۡذَن لِّي وَلَا تَفۡتِنِّيٓۚ﴾
[التوبة: 49]، وقال قوم من المنافقين بعضهم لبعضٍ: لا تنفروا في الحر، فأنزل الله
فيهم: ﴿وَقَالُواْ لَا تَنفِرُواْ فِي ٱلۡحَرِّۗ﴾
[التوبة: 81]، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجهاد، وحض أهل الغنى على
النفقة، فأنفق عثمان رضي الله عنه ثلاثمائة بعيرٍ بعدتها وألف دينارٍ .
*****
قوله: «الجد بن قيسٍ»،
هذا من المنافقين.
وقوله: «بني الأصفر»؛
أي: الروم.
لا خير فيه، وهذا
العذر يدل على نفاقه، يقول: أنا أخشى على نفسي من الزنا، وبناتهم جميلات، وأنا لا
أصبر، هذا فيه سخرية منه، الرسول صلى الله عليه وسلم تركه، قال تعالى: ﴿وَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ
ٱئۡذَن لِّي وَلَا تَفۡتِنِّيٓۚ أَلَا فِي ٱلۡفِتۡنَةِ سَقَطُواْۗ وَإِنَّ
جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةُۢ بِٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [التوبة: 49].
قال تعالى: ﴿ۗ قُلۡ نَارُ جَهَنَّمَ
أَشَدُّ حَرّٗاۚ لَّوۡ كَانُواْ يَفۡقَهُونَ ٨١ فَلۡيَضۡحَكُواْ
قَلِيلٗا وَلۡيَبۡكُواْ كَثِيرٗا﴾ [التوبة: 81- 82].
ألف دينار، الدينار هو النقد من الذهب في ذاك الوقت، الدينار مثقال من الذهب؛ أي: ألف مثقال من الذهب، مع ثلاثمائة بعير بما يلزمها.