×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

    فقال صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ للجد بن قيسٍ: «هَلْ لَك فِي جَلاَّد بَنِي الأَْصْفَر؟» ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أوْ تأذن لي وَلاَ تَفْتِنِّي ؟ فَمَا مِنْ رَجُلٍ أَشَدُّ عُجْبًا بِالنِّسَاءِ مِنِّي، وإني أخشى إن رأيت نساءهم ألاَّ أصبر، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: «قد أذنت لك» ، ففيه نزلت الآية: ﴿وَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ ٱئۡذَن لِّي وَلَا تَفۡتِنِّيٓۚ [التوبة: 49]، وقال قوم من المنافقين بعضهم لبعضٍ: لا تنفروا في الحر، فأنزل الله فيهم: ﴿وَقَالُواْ لَا تَنفِرُواْ فِي ٱلۡحَرِّۗ [التوبة: 81]، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجهاد، وحض أهل الغنى على النفقة، فأنفق عثمان رضي الله عنه ثلاثمائة بعيرٍ بعدتها وألف دينارٍ .

*****

قوله: «الجد بن قيسٍ»، هذا من المنافقين.

وقوله: «بني الأصفر»؛ أي: الروم.

لا خير فيه، وهذا العذر يدل على نفاقه، يقول: أنا أخشى على نفسي من الزنا، وبناتهم جميلات، وأنا لا أصبر، هذا فيه سخرية منه، الرسول صلى الله عليه وسلم تركه، قال تعالى: ﴿وَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ ٱئۡذَن لِّي وَلَا تَفۡتِنِّيٓۚ أَلَا فِي ٱلۡفِتۡنَةِ سَقَطُواْۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةُۢ بِٱلۡكَٰفِرِينَ [التوبة: 49].

قال تعالى: ﴿ۗ قُلۡ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّٗاۚ لَّوۡ كَانُواْ يَفۡقَهُونَ ٨١ فَلۡيَضۡحَكُواْ قَلِيلٗا وَلۡيَبۡكُواْ كَثِيرٗا [التوبة: 81- 82].

ألف دينار، الدينار هو النقد من الذهب في ذاك الوقت، الدينار مثقال من الذهب؛ أي: ألف مثقال من الذهب، مع ثلاثمائة بعير بما يلزمها.


الشرح