×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وجاء البكاؤون -وهم سبعة- ([1])، يستحملون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ﴿تَوَلَّواْ وَّأَعۡيُنُهُمۡ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمۡعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ [التوبة: 92].

وأرسل أبا موسى رضي الله عنه أصحابه إليها ؛ ليحملهم، فوافاه غضبان، فَقَالَ: «وَاللَّهِ لاَ أَحْمِلُكُمْ، وَلاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ,ثُمَّ أَتَاهُ إِبِلٌ, فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: «مَا أَنَا حَمَلْتُكُمْ وَلَكِنَّ اللهَ حَمَلَكُمْ، وَإِنِّي وَاللهِ لاَ أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ، فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلاَّ كَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي، وَأَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ» ([2]).

*****

البكاؤون: الذين ليس معهم ما يركبون، طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحملهم، فقال صلى الله عليه وسلم: «مَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ»، فتولوا وهم يبكون، فسموا بالبكائين.

قوله: «يستحملون»؛ أي: يطلبون منه أن يحملهم.

قوله: «أصحابه»؛ أي: الأشعريين.

حلف أن لا يحملهم؛ لأنه وافق أنه غضبان صلى الله عليه وسلم، وحلف ألا يحملهم، ثم لما أن جاءه إبل، فأرسل إليهم؛ ليحملهم عليها، وتراجع


الشرح

([1])  قال ابن هشام في سيرته (2/ 518): (هم سبعة نفرٍ من الأنصار وغيرهم من بني عمرو ابن عوفٍ: سالم ابن عميرٍ، وعلبة بن زيدٍ، أخو بني حارثة، وأبو ليلى عبد الرحمن بن zعب، أخو بني مازن بن النجار، وعمرو بن حمام بن الجموح، أخو بني سلمة، وعبد الله ابن المغفل المزني - وبعض الناس يقول: بل هو عبد الله بن عمرو المزني- وهرمي ابن عبد الله، أخو بني واقفٍ، وعرباض بن سارية الفزاري). وانظر: طبقات ابن سعد (2/125)، وزاد المعاد (3/ 462).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (7555)، ومسلم رقم (1649).