×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

    في حلفائه من اليهود والمنافقين، فيقال: ليس عسكره بأقل العسكرين . واستخلف النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة محمد بن مسلمة، فلما سار تخلف ابن أُبيٍّ. واستخلف علي بن أبي طالبٍ على أهله، فقال: تُخَلِّفُنِي فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟! فَقَالَ: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ إِلاَّ أنه لا نبي بعدي» ([1]).

وتخلف نفرٌ من غير شكٍّ، منهم كعب بن مالكٍ، وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع، وأبو خيثمة، وأبو ذرٍّ، ثم لحقه أبو خيثمة وأبو ذرٍّ .

*****

وهو جيش عظيم، جيش ابن أبي، كلهم منافقون.

محمد بن مسلمة الأنصاري.

الشيعة يحتجون بهذا الحديث على أن عليًّا هو الخليفة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه قال صلى الله عليه وسلم: «أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى».

وهذا ليس فيه حجة، الرسول صلى الله عليه وسلم خلفه رضي الله عنه؛ كما خلف محمد بن مسلمة رضي الله عنه، ويخلف ابن أم مكتوم رضي الله عنه على المدينة إذا سافر، فهل كل من خلفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يكونون هم الخلفاء بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ لا، هذا كذب، فهذه خلافة عارضة.

هؤلاء الذين تخلفوا من غير شك أنهم مسلمون، صادقون، ولكن أصبح عنده تباطؤ، منهم من ندم، ولحق بالرسول صلى الله عليه وسلم، ومنهم من بقي، وهم الثلاثة الذين خلفوا. هؤلاء هم الثلاثة الذين خلفوا.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (4416) ومسلم رقم (2404).