وفيها
الرد على المُعطِّلة نفاة الأسماء والصفات، من الجهمية والمعتزلة ومَن سار في
ركابهم من نفاة الأسماء والصفات؛ لأن الله أثبت لنفسه في هذه السورة الأسماء
والصفات.
وفيها
الرد على اليهود والنصارى في قوله: ﴿غَيۡرِ
ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ﴾
[الفاتحة: 7].
ففيها
الرد على جميع الطوائف الكفرية؛ من مشركين، ومن نفاة ومعطلة
للأسماء والصفات، ومن أهل كتاب من اليهود والنصارى. ففيها الرد على جميع طوائف
الضلال.
وفيها:
إثبات الرسالات؛ وذلك في قوله: ﴿رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾
[الفاتحة: 2] فمن مقتضى ربوبيته أن يرسل الرسل، من مقتضى ربوبيته لعباده أن يرسل
إليهم الرسل لهدايتهم، وكذلك من مقتضى رحمته بهم أن يرسل الرسل ليدلوهم على الحق
ويبينوه لهم؛ فهذا من مقتضى ربوبيته ومن مقتضى رحمته سبحانه وتعالى. ففيها إثبات
الرسالات.
فهذه
سورة عظيمة تشتمل على هذه المعاني الجليلة، وهي سبع آيات، قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَٰكَ سَبۡعٗا مِّنَ ٱلۡمَثَانِي وَٱلۡقُرۡءَانَ ٱلۡعَظِيمَ﴾
[الحجر: 87].
فهذا
بعض الكلام عن هذه السورة العظيمة، ولا يتسع لأكثر منه.
ونسأل
الله عز وجل أن ينفعنا وإياكم بما عَلَّمَنا، وأن يُعَلِّمنا ما ينفعنا، وأن
يجعلنا وإياكم هداة مهتدين، غير ضالِّين ولا مضلِّين، وأن يثبتنا وإياكم وجميع
المسلمين على الحق والصراط المستقيم.
وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين.
***
الصفحة 13 / 533