×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

ٱلۡعَٰلَمِينَ ٢ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ٣ [الفاتحة: 2- 3]، هذه أسماء من أسماء الله.

وأنواع التوحيد الثلاثة بدأ الله بها القرآن وخَتَم بها القرآن، كما في آخر سورة الناس: ﴿قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ ١ مَلِكِ ٱلنَّاسِ ٢ إِلَٰهِ ٱلنَّاسِ ٣ [الناس: 1-3].

﴿بِرَبِّ ٱلنَّاسِ في توحيد الربوبية.

و ﴿إِلَٰهِ ٱلنَّاسِ في توحيد الألوهية.

و ﴿مَلِكِ ٱلنَّاسِ في توحيد الأسماء والصفات.

واشتملت على نوعي الدعاء: دعاء العبادة ودعاء المسألة.

فهذه السورة قسمان:

القسم الأول: ثناء على الله إلى قوله: ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ [الفاتحة: 5].

والقسم الثاني: دعاء طلب، من قوله: ﴿وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ [الفاتحة: 5] إلى آخر السورة.

وهذا معنى قوله تعالى: «قَسَمْتُ الصَّلاَةَ»([1]) يعني الفاتحة، سماها صلاة، وهذا من أسماء الفاتحة أيضًا أنها تسمى صلاة.

وفيها: الرد على المشركين الذين ينكرون البعث، في قوله: ﴿مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ [الفاتحة: 4]، ويوم الدِّين هو يوم الحساب.

وفي هذه السورة أيضًا الرد على جميع طوائف الكفر:

ففيها الرد على المشركين الذين يعبدون غير الله سبحانه وتعالى، وذلك في قوله: ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ [الفاتحة: 5]، حيث حصر العبادة والاستعانة في الله عز وجل؛ فدلَّ على بطلان الشرك.


الشرح

([1]) أخرجه: مسلم رقم (395).