×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

فهؤلاء تركوا الصراط وهم يعرفونه، وهؤلاء لم يعرفوا الصراط، وصاروا يعملون على غير هُدى.

فأنت تسأل الله أن يجنبك الطريقتين: طريقة العلم بدون عمل، وطريقة العمل بدون علم. وأن يوفقك للطريقة الأولى وهي طريقة العلم والعمل، كما قال الله جل وعلا: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ [التوبة: 33]، الهدى هو العلم النافع، ودين الحق هو العمل الصالح. هذا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، جاء بالعلم النافع والعمل الصالح، وهو طريق المُنْعَم عليهم.

وإذا فرغت من قراءة هذه السورة في الصلاة أو في غيرها؛ تقول: آمِينَ. لأن آمِينَ معناه: اللهم استجب؛ لأن سورة الفاتحة دعاء، فأنت تُؤَمِّن على هذا الدعاء، وفي الصلاة الجهرية يُؤمِّن الإمام والمأموم، وفي الصلاة السرية كلٌّ يُؤمِّن لنفسه سرًّا. والتأمين على الفاتحة مستحب، وهو من سنن الصلاة.

·        فهذه السورة اشتملت على علومٍ عظيمة:

ففيها أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، توحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.

فتوحيد الربوبية في قوله تعالى: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٢ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ٣مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ ٤ [الفاتحة: 2- 4]؛ لأن هذه صفات الرب سبحانه وتعالى.

وتوحيد الألوهية في قوله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ ٥ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ٦ [الفاتحة: 5 - 6]. إلى آخره.

وتوحيد الأسماء والصفات في قوله جل وعلا: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ


الشرح