الدرس الأول
قال
الله سبحانه وتعالى: ﴿بِسۡمِ
ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ١ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ
٢ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ٣ مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ ٤ إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ
٥ ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ
٦ صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ
عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ ٧﴾
[الفاتحة: 1 - 7].
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
الحمد
لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللَّه وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
·
أما بعد:
فهذه
سورة الفاتحة، وتُسمَّى «أُم القرآن»، وتُسمَّى بـ«السبع
المثاني» لأنها سبع آيات، وتسمى بـ«الرُّقية» لأنه يُرْقَى بها المريض، ويُرقَى
بها من لدغ الحيات والعقارب، وتسمى بـ«الكافية» لأنها تَكفي.
وهذه
الأسماء كلها تدل على عظمة هذه السورة؛ لأن الشيء إذا كثرت أسماؤه وصفاته فإن هذا
يدل على عظمته.
وهي
فاتحة المصحف الشريف فاتحة القرآن، وفيها أسرار عظيمة وأحكام جليلة.
وقوله
سبحانه وتعالى: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾
هذه الكلمة تُفتتح بها كل سورة من القرآن سوى براءة. وهي آية مستقلة من كتاب الله
ليست من الفاتحة ولا غيرها، وإنما هي آية مستقلة إلا في سورة النمل؛ فإنها بعض آية
من تلك السورة، وذلك في قوله تعالى: ﴿إِنَّهُۥ مِن سُلَيۡمَٰنَ وَإِنَّهُۥ