بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾
[النمل: 30]، نزلت البسملة للفصل بين السور.
ولا
تُكتب أمام الشِّعر الذي فيه هجاء أو فيه كذب، وإنما تُكتب ويُبتدأ بها في جلائل
الأمور، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتبها في مراسلاته للدعوة إلى الله عز
وجل، كما كتبها سليمان عليه السلام في رسالته إلى بلقيس ملكة سبأ يدعوها إلى الله
عز وجل، وكان صلى الله عليه وسلم يبتدئ بها في حديثه في مجالسه الشريفة؛ فهي ذِكْر
عظيم.
وقوله:
﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ
ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾
[الفاتحة: 1]: الباء للاستعانة، أي: أستعين باسم الله وأتبرك بكل اسم من
أسماء الله، وأستعين بكل اسم من أسماء الله جل وعلا.
فـ«اسم»
مضاف مفرد، والمفرد إذا أضيف فإنه يفيد العموم، أي: بكل اسم لله سبحانه وتعالى، ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ
فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ﴾ [الأعراف: 180].
والجار
والمجرور متعلق بمحذوف، ينبغي أن يكون مؤخرًا؛ لأنه إذا أُخِّر العامل وقُدِّم
المعمول، فهذا يفيد الحصر.
و ﴿وَلِلَّهِ﴾ عَلَمٌ على ذات الله جل وعلا، لا يُسمَّى به
غيره. ومعناه: ذو الألوهية، وهي العبودية. فالله هو المألوه حقًّا، بمعنى هو
المعبود سبحانه وتعالى حقًّا دون سواه. والمحبوب؛ لأن من معاني الإله: المحبوب
الذي تحبه القلوب وتألهه سبحانه وتعالى. فهو المعبود المألوه، وهو المحبوب سبحانه
وتعالى تحبه القلوب. ولا يسمى بهذا الاسم غير الله سبحانه وتعالى.
و
﴿ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ اسمان من أسماء الله جل وعلا يتضمنان الرحمة.
والرحمة
صفة من صفاته جل وعلا، فهو يَرحم عباده برحمته الواسعة وبرحمته الخاصة، فالرحمة
صفته، والرحمن اسمه سبحانه وتعالى.