×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

 قالوا: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنِ رحمة عامة لجميع المخلوقات. و ﴿ٱلرَّحِيمِ رحمة خاصة بالمؤمنين، كما قال جل وعلا: ﴿وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَحِيمٗا [الأحزاب: 43].

وقوله: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ [الفاتحة: 2]: الحمد هو الثناء على المحمود. فـ ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ أي: الثناء لله عز وجل، فهو الذي يستحق الحمد.

و«ال» في ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ للاستغراق، أي: جميع المحامد كلها لله جل وعلا، مِلكًا واستحقاقًا. فهو يُحْمَد سبحانه وتعالى من جميع الوجوه، يُحْمَد لذاته، ويُحْمَد لأسمائه وصفاته، ويُحْمَد لأفعاله سبحانه وتعالى، وله الحمد في الأولى والآخرة، وله الثناء الكامل؛ لأنه هو المنعم بجميع النعم، ﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعۡمَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ [النحل: 53]، ويُحْمَد جل وعلا على أفعاله، فكلها محمودة، وصفاته وأسماؤه كلها محمودة، وذاته جل وعلا محمودة، فله الحمد المطلق الكامل من كل الوجوه.

فـ ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ [ الفاتحة: 2] أي: الحمد مستحق لله عز وجل.

﴿رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الفاتحة: 2]: الرب معناه: المالك والسيد والمُربِّي؛ لأنه يربي خلقه بنعمه سبحانه وتعالى ويغذيهم برزقه، فهو رب كل شيء؛ ولذلك قال: ﴿ٱلۡعَٰلَمِينَ.

و ﴿ٱلۡعَٰلَمِينَ جمع «عالَم»، و«العالَم» كل ما سوى الله. والعوالم كثيرة، في السماء والأرض، وفي البر والبحر، عوالم لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.

فهو ربها ومالكها وسيدها ومربيها بنعمه ومغذيها برزقه، كل المخلوقات هو الذي يقيمها سبحانه بخلقه ورزقه لها وإمداده لها.

فجميع العوالم العلوية والسفلية كلها محتاجة لله جل وعلا، والله جل وعلا هو الغني الحميد، غني عن خلقه، وأما الخلق فهم محتاجون لله جل وعلا.


الشرح