×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

﴿ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ [الفاتحة: 3]: تقدم الكلام عليهما، وهما اسمان من أسمائه سبحانه وتعالى، يتضمنان صفة من صفاته الجليلة وهي الرحمة.

﴿مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ [الفاتحة: 4]: وفي قراءة: «مَلِك يوم الدين»، ويوم الدين هو يوم الحساب، فـ ﴿ٱلدِّينِ المراد به في هذه الآية الحساب، ويوم الدين يوم القيامة.

فهو المالك لذلك اليوم؛ ولذلك جاء في الآية الأخرى: ﴿لِّمَنِ ٱلۡمُلۡكُ ٱلۡيَوۡمَۖ لِلَّهِ ٱلۡوَٰحِدِ ٱلۡقَهَّارِ [غافر: 16]، الأملاك تعود إلى الله جل وعلا، فالآخرة ليس فيها ملوك سوى الله جل وعلا، هو المالك وحده، ﴿لِّمَنِ ٱلۡمُلۡكُ ٱلۡيَوۡمَۖ لِلَّهِ ٱلۡوَٰحِدِ ٱلۡقَهَّارِ [غافر: 16].

في هذا اليوم يتساوى الناس أمام رب العالمين، وكلٌّ يُحاسَب ويُجازَى بعمله، إِنْ خيرًا فخير، وإِنْ شرًّا فشر، لا ميزة لأحد على أحد إلا بالتقوى.

فالمِلْكيات التي كانت في الدنيا من الملك والرئاسة والغنى والجاه كل هذا ينتهي مع الدنيا، ولا يبقى في الآخرة إلا العمل والجزاء.

﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ [الفاتحة: 5]: الأصل: «نعبدك ونستعين بك» ولكنه قَدَّم المفعول على الفعل ليفيد الحصر، أي: نعبدك ولا نعبد سواك.

﴿وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ [الفاتحة: 5] أي: لا نستعين إلا بك.

فهذا يفيد الحصر حصر العبادة والاستعانة في الله عز وجل. والاستعانة نوع من أنواع العبادة، ولكنه عطفها على العبادة من عطف الخاص على العام، مما يدل على أهمية الاستعانة.


الشرح