فلا
يسع أحدًا على وجه الأرض من سائر الأمم إلا أن يتَّبع هذا الرسول صلى الله عليه
وسلم، ومَن لم يتَّبعه فهو في النار، سواءٌ كان يهوديًّا أم نصرانيًّا، أم من غير
أهل الكتاب من سائر الأمم.
فمَن
زَعَم أنه على دين موسى عليه السلام؛ كاليهود، أو أنه على دين عيسى عليه السلام
كالنصارى، ولم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم فهو من أهل النار.
قال
صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لاَ يَسْمَعُ بِي
أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُْمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلاَ نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ
وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ
النَّارِ»([1]).
فلم يَبْقَ بعد بعثته صلى الله عليه وسلم دين آخر إلا دينه صلى الله عليه وسلم.
فالذين
ينادون الآن بوحدة الأديان، وتآخي الأديان، والحوار بين الأديان - يقولون باطلاً؛
لأنهم يريدون أن يجعلوا الأديان الأخرى مساوية للإسلام، وأن الناس بالخِيار، كلٌّ
يجوز له أن يبقى على دينه، وهو باطل؛ لأنه ليس هناك دين صحيح بعد بعثة محمد صلى
الله عليه وسلم إلا دين الإسلام الذي جاء به، فمَن كان يريد الجنة ورضا الله
ومحبته، فليتَّبع هذا الدين ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ
وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣١ قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ
فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٣٢﴾
[آل عمران: 31، 32]. هذا واضح في أنه لا نجاة إلا باتباع محمد صلى الله
عليه وسلم.
ثانيًا:
يؤخذ من هذه الآية أنواع التوحيد: توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية.
فتوحيد الألوهية في قوله تعالى: ﴿ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ﴾ [البقرة: 21]، وهو توحيد العبادة، وهذا هو الذي بَعَث الله به جميع الرسل -عليهم الصلاة والسلام-، قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا
([1]) أخرجه: مسلم رقم (153).