×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

الرسول صلى الله عليه وسلم له حق علينا في محبته وطاعته واتباعه صلى الله عليه وسلم. لكن الله عز وجل له حق بعبادته سبحانه وتعالى وحده لا شريك له.

فالعبادة حق لله جل جلاله، والاتباع حق للرسول صلى الله عليه وسلم.

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله:

لله حق لا يكون لغيره *** ولعبد حق هما حَقَّانِ

لا تجعلوا الحَقَّينِ حقًّا واحدًا *** من غير تمييز ولا فرقانِ([1])

هناك فرق بين حق الله جل جلاله وحق الرسول صلى الله عليه وسلم:

حق الله: أن يُعبَد ولا يُشرَك به شيء.

وحق الرسول صلى الله عليه وسلم: أن يطاع، ويُتَّبَع، وأن نحبه صلى الله عليه وسلم أكثر مما نحب أنفسنا ونحب أولادنا وأهلنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»([2])، له صلى الله عليه وسلم حق المحبة، ولكن ليس له حق في العبادة، العبادة حق لله سبحانه وتعالى.

فيجب أن يُعْرَف هذا؛ لأن بعض الناس إذا قلت لهم: «الرسول ليس من حق الله شيء» قال: «أنت تنتقص الرسول صلى الله عليه وسلم».

يا سبحان الله! تنتقص الرسول صلى الله عليه وسلم إذا لم تجعل له شيئًا من الربوبية ومن العبادة!


الشرح

([1]) الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية (1/249).

([2]) أخرجه: البخاري رقم (15)، ومسلم رقم (44).