والرسول
صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ
فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ»، لما قال له بعض الناس: يَا سَيِّدَنَا،
وَابْنَ سَيِّدِنَا، وَيَا خَيْرَنَا، وَابْنَ خَيْرِنَا !! قَالَ صلى الله عليه
وسلم: «قُولُوا بِقَوْلِكُمْ أَوْ بِبَعْضِ قَوْلِكُمْ، إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ،
فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ. مَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ
مَنْزِلَتِي الَّتِي أَعْطَانِي اللهُ إِيَّاهَا»([1]).
وفي
الحديث الآخر يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ
تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ
فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ»([2]).
«لاَ
تُطْرُونِي»: أي: لا تَغْلوا في مدحي.
«كَمَا
أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ»، حيث
قالوا: «إنه ابن الله» أو «هو الله»، أو «ثالث ثلاثة» غَلَوْا فيه - والعياذ بالله
- حتى اعتقدوا أنه شريك لله عز وجل.
فالرسول
صلى الله عليه وسلم يُحذرنا من ذلك، ويقول: «لاَ
تُطْرُونِي»: أي: لا تَغْلُوا في مدحي. «كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ
مَرْيَمَ»: أي: كما غلت النصارى في عيسى عليه السلام. «إِنَّمَا أَنَا
عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ».
ومَدْح
الرسول صلى الله عليه وسلم بما فيه من الصفات: لا بأس
به.
فقد
مدحه شعراء الصحابة: مدحه حَسَّان بن ثابت، ومدحه كعب
بن مالك، وكعب بن زهير، مدحوه بصفاته صلى الله عليه وسلم.
أما أن يُغْلَى في مدحه ويزاد في مدحه بحيث يُسنَد إليه شيء من خصائص الله عز وجل، فهذا ممنوع، حَذَّر منه الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: «لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ»([3]).