فالمَثَل
يُقرِّب المعنى ويوضحه ويُبيِّنه، وهذا من أعظم المقاصد في القرآن الكريم.
والأمثال
في القرآن الكريم كثيرة جدًّا، ضربها الله سبحانه وتعالى ونَوَّعها؛ بيانًا للحق
وإبطالاً للباطل.
ومن
ذلك: ما ذكره في هذه السورة العظيمة سورة البقرة؛ فإن الله
ضرب مثلين قبل هذه الآية:
المَثَل
الأول: قوله تعالى: ﴿مَثَلُهُمۡ كَمَثَلِ ٱلَّذِي ٱسۡتَوۡقَدَ نَارٗا فَلَمَّآ أَضَآءَتۡ
مَا حَوۡلَهُۥ ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمۡ وَتَرَكَهُمۡ فِي ظُلُمَٰتٖ لَّا
يُبۡصِرُونَ﴾ [البقرة: 17].
والمَثَل
الثاني: قوله تعالى: ﴿أَوۡ كَصَيِّبٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فِيهِ ظُلُمَٰتٞ وَرَعۡدٞ وَبَرۡقٞ﴾
[البقرة: 19]. وقد تقدم الكلام عن معنى هذه الآيات.
قال
بعض المفسِّرين: لما ذَكَر الله هذين المثلين، استغرب
المنافقون -مَن في قلبه مرض، والمعترضون على القرآن- وقالوا: إن الله لا يليق به
أن يضرب هذه الأمثال بالذباب والبعوض والعنكبوت!! فَرَدَّ الله عليهم بهذه الآية، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا
يَسۡتَحۡيِۦٓ أَن يَضۡرِبَ مَثَلٗا مَّا بَعُوضَةٗ فَمَا فَوۡقَهَاۚ﴾
[البقرة: 26].
فهذا
لا يُنقص من حق الله سبحانه وتعالى وعظمته؛ لأنه بيان للحق، والله جل جلاله لا
يستحيي من الحق.
ففي
هذه الآية: رَدٌّ على هؤلاء الذين اعترضوا على ضرب الأمثال في
القرآن.
وقيل: إنه كما ضَرَب الله المثل بالذباب في قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٞ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥٓۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن يَخۡلُقُواْ ذُبَابٗا وَلَوِ ٱجۡتَمَعُواْ لَهُۥۖ وَإِن يَسۡلُبۡهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيۡٔٗا لَّا يَسۡتَنقِذُوهُ مِنۡهُۚ ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلۡمَطۡلُوبُ﴾ [الحج: 73].