المشي
مع النَّاس؛ فضيحةً له وعذابًا له، الناس يمشون مسرعين، وهو يقوم ويَسقط.
وكذلك
ضَرَب الله سبحانه وتعالى مثلاً للمؤمنين المُتصدِّقين الذين يريدون بصدقاتهم وجه
الله، ومثلاً للمُتصدِّقين المرائين الذين يريدون بصدقاتهم مدح الناس وثناء
النَّاس، ولا يريدون وجه الله سبحانه وتعالى.
فقال
سبحانه وتعالى: ﴿مَّثَلُ
ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾
[البقرة: 261]، بهذا الشرط: ﴿فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾
﴿كَمَثَلِ حَبَّةٍ
أَنۢبَتَتۡ سَبۡعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنۢبُلَةٖ مِّاْئَةُ حَبَّةٖۗ وَٱللَّهُ
يُضَٰعِفُ لِمَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ ٢٦١ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ
لَا يُتۡبِعُونَ مَآ أَنفَقُواْ مَنّٗا وَلَآ أَذٗى لَّهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ
رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٢٦٢﴾ [البقرة: 261- 262]. حَبَّة واحدة
من الحنطة، أو من الشعير، أو من أي نوع من أنواع المبذورات. حَبَّة واحدة تُلْقَى
في الأرض، وتُسْقَى، ثم تُنبت ويَخرج منها سبع سنابل، في كل سنبلة مئة حبة، فيكون
المجموع سبعًا في مئة، أي: سَبعمائة، الحبة الواحدة تصير سَبعمائة حبة!
هكذا
الصدقة يضاعفها الله جل جلاله إلى سَبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة.
وضَرَب
مثلاً للمرائين الذين ينفقون أموالهم، فهم ينفقون أموالهم مثل ما ينفق المؤمنون
أموالهم، لكن نيتهم قبيحة، لم تكن لله عز وجل، يَظهر للناس أنهم محسنون، لكنهم في
الباطن غير محسنين.
فقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ كَٱلَّذِي يُنفِقُ مَالَهُۥ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلَا يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۖ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ صَفۡوَانٍ عَلَيۡهِ تُرَابٞ فَأَصَابَهُۥ وَابِلٞ فَتَرَكَهُۥ صَلۡدٗاۖ لَّا يَقۡدِرُونَ عَلَىٰ شَيۡءٖ مِّمَّا كَسَبُواْۗ