×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

 في الأرض الممتدة في السماء، يعني في العلو، فهي راسخة الأصل، يعني جذعها راسخ في الأرض.

﴿وَفَرۡعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ [إبراهيم: 24]: يعني في العلو، مرتفع.

﴿تُؤۡتِيٓ أُكُلَهَا كُلَّ حِينِۢ بِإِذۡنِ رَبِّهَاۗ [إبراهيم: 25]: أي: تُخرج الثمرة في وقتها. كذلك كلمة التوحيد.

وقيل: هذا مَثَلٌ للمؤمن وما يرتفع له من الأعمال الصالحة، مثل الشجرة الطيبة التي تؤتي أُكُلها كل حين بإذن ربها. فالمؤمن دائمًا يصعد له عمل صالح إلى الله عز وجل، فهو مثل الشجرة الطيبة.

﴿وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٖ [إبراهيم: 26]، وهي كلمة الشرك.

﴿كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجۡتُثَّتۡ مِن فَوۡقِ ٱلۡأَرۡضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٖ [إبراهيم: 26]؛ لأن الشرك ليس له أصل، فهو باطل. خلاف التوحيد فإن أصله ثابت في القلوب، راسخ بالإيمان، إذا جاءت الأعاصير وجاءت الرياح، يَثبت كما تثبت هذه الشجرة؛ لأنها راسخة، أصلها ثابت، لا تُؤثِّر فيها الأعاصير، ولا تُؤثِّر فيها الرياح لثبات أصلها. بخلاف الشجرة الخبيثة، فهي ليس لها أصل، أيُّ حركة تُلقيها على وجه الأرض؛ ليس لها أصل راسخ، كذلك كلمة الشرك أو المشرك، مثله مثل شجرة خبيثة اجتُثت من فوق الأرض ما لها من قرار.

ثم قال جل جلاله: ﴿يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ [إبراهيم: 27]، أهل المثال الأول، وهم أهل التَّوحيد.

﴿وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّٰلِمِينَۚ [إبراهيم: 27] أهل المثال الثاني، وهم أهل الشرك، وأهل النفاق.


الشرح