×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

عندما يُسألون في القبور، وقد جاءهم الملكان:

فالمؤمن يجيب بالجواب الصحيح: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيِّي محمد صلى الله عليه وسلم.

وأما المنافق والمرتاب: فإنه لا يستطيع الجواب، يقول: هاه هاه، لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته([1])، أنا مجرد مُقلِّد، وأنا لا أفهم ما أقول، ولا أعقل ما أقول، مجرد أنِّي أعيش مع الناس فقط، فقلت ما يقولون مجاملة من أجل العيش معهم، ولم أفكر في معناه، ولم أطلب فقهه. هذه النتيجة والعاقبة - والعياذ بالله -.

هذا مَثلٌ عظيم ضربه الله سبحانه وتعالى للمؤمن الموحِّد ولكلمة التوحيد، وللمشرك والمنافق.

وكذلك أعمال الكفار ضَرَب الله لها المثل، فقال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَسَرَابِۢ بِقِيعَةٖ يَحۡسَبُهُ ٱلظَّمۡ‍َٔانُ مَآءً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَهُۥ لَمۡ يَجِدۡهُ شَيۡ‍ٔٗا  [النور: 39]. الكافر قد يعمل الأعمال التي هي في رأي الناس طيبة: يُنفق المال ويتصدق ويصل رحمه ويحج، وهو مشرك. فهذا أعماله تذهب هباء؛ لأنها لم تُبْنَ على أصل.

﴿أَعۡمَٰلُهُمۡ كَسَرَابِۢ بِقِيعَةٖ يَحۡسَبُهُ ٱلظَّمۡ‍َٔانُ مَآءً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَهُۥ لَمۡ يَجِدۡهُ شَيۡ‍ٔٗا: السراب: هو شعاع الشمس إذا انعكس على القاع في وقت الظهيرة، يُشَكِّل منظرًا كأنه ماء، ويصير له لمعان كلمعان الماء، فالذي يراه من بعيد، يقول: «هذا وادٍ يمشي» أو «هذا نهر يمشي» وهو عطشان، ويروح إليه، وإذا وصل لم يجده شيئًا. كذلك أعمال الكفار - والعياذ بالله -.


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (86)، ومسلم رقم (905).