فهذا
فيه دليل على شرف العلم، وأن الإنسان إنما يَشْرُف بالعلم مع تقوى الله سبحانه
وتعالى.
وفيه
دليل على طريقة التعليم بطريقة السؤال والجواب. فإن الله سبحانه وتعالى سأل
الملائكة أولاً، فلما لم يجيبوا أَمَر آدم عليه السلام أن يجيب عن هذا السؤال، ولم
يقل لآدم عليه السلام من أول الأمر: ﴿أَنۢبِئۡهُم بِأَسۡمَآئِهِمۡۖ﴾
إلا بعد أن سأل الملائكة وعجزوا عن الجواب.
فهذا
فيه: دليل على طريقة التعليم عن طريق السؤال والجواب؛ ليكون ذلك أوقع في النفس.
ولأن
الإنسان إذا سُئل ولم يكن عنده علم؛ فإنه يتطلع إلى الجواب أكثر مما لو بُدئ به من
أول وهلة.
وهذا
فيه: إثبات الكلام لله سبحانه وتعالى، هذه المحاورة التي
جرت بين الرب سبحانه وتعالى وبين الملائكة وآدم عليه السلام دليل على إثبات الكلام
لله عز وجل، وأنه يتكلم إذا شاء، ويتكلم سبحانه وتعالى بما شاء. وهذا من صفاته
الفعلية له سبحانه وتعالى التي تدل على عظمته.
فآدم
عليه السلام امتثل أمر ربه، وأخبر الملائكة بأسماء هذه المسميات، كل شيءٍ أخبرهم
باسمه؛ لأن الله عَلَّمه الأسماء كلها.
﴿فَلَمَّآ أَنۢبَأَهُم بِأَسۡمَآئِهِمۡ﴾
[البقرة: 33]: أي أخبرهم آدم عليه السلام بأسماء هذه المعروضات، وظهر بذلك
فضله وشرفه بالعلم.
قال
الله جل جلاله للملائكة: ﴿أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ غَيۡبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ﴾
[البقرة: 33]. فما غاب عن الناس وغاب عن الملائكة؛ فإن الله سبحانه وتعالى
يعلمه.
ومن ذلك أنه علم من حال هذا الخليفة، وما يكون من فضله، وما يكون في ذريته من الخيرات، عَلِم ذلك سبحانه وتعالى، وإن كان لم يحصل بعد، وإنما هو في المستقبل.