×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

يعقوب عليه السلام ابن نبي الله ابن خليل الله؛ مِن أجل أن يرجعوا إلى دين أبيهم يعقوب عليه السلام، الذي تركوه وانحرفوا عنه.

﴿ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ [البقرة: 40]: كان من اليهود طائفة نزلوا بالمدينة، قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، ينتظرون بَعثة نبي يُبعث في آخر الزمان، يجدون أوصافه عندهم في التوراة والإنجيل، فنزلوا في المدينة لأنهم يعلمون أن هذا النبي الذي يُبعث سيهاجر إلى المدينة فيتبعونه ويقاتلون المشركين، كما قال سبحانه: ﴿وَلَمَّا جَآءَهُمۡ كِتَٰبٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٞ لِّمَا مَعَهُمۡ وَكَانُواْ مِن قَبۡلُ يَسۡتَفۡتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ [البقرة: 89]. يقولون: سيُبعث نبي في آخر الزمان فنتبعه ونقاتلكم معه، ﴿فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِۦۚ [البقرة: 89]: لما رأوا أنه من العرب ومن ذرية إسماعيل، حسدوه؛ لأنهم يريدون أن يحتكروا النبوة في بني إسرائيل. فلما كان هذا النبي صلى الله عليه وسلم من ولد إسماعيل، حسدوه وتكبروا على اتباعه.

﴿بِئۡسَمَا ٱشۡتَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡ أَن يَكۡفُرُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بَغۡيًا أَن يُنَزِّلَ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ [البقرة: 90].

فالذي حَمَلهم على هذا هو البغي والحسد، لا عن جهل، وإنما عن عناد وحسد وتَكَبُّر، كما حصل من إبليس مع أبينا آدم.

فالنبي صلى الله عليه وسلم عَقَد معهم العهد والهدنة على أن يَكُفُّوا شرَّهم عن المسلمين، ولهم أن يعيشوا في المدينة على أملاكهم وعلى عقاراتهم. عَقَد معهم العهد على المسالمة والمصالحة، لكنهم نقضوا العهد.

فسَلَّط الله عليهم رسوله صلى الله عليه وسلم، فقَتل منهم مَن قَتل، وأجلى منهم مَن أجلى إلى أرض الشام وإلى خيبر. وفي النهاية أَمَر صلى الله عليه وسلم بإخراجهم من جزيرة العرب، فأُخْرِجوا منها في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.


الشرح