كل
هذا بسبب كفرهم وعنادهم وتكبرهم على الحق.
فذَكَّرهم
الله جل وعلا بهذه الآيات، يا بني إسرائيل، أنتم أولاد نبي، كان الأجدر بكم أن
تتبعوا هذا النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - يؤمن
بعضهم ببعض ويُصَدِّق بعضهم بعضًا لأنهم إخوة.
فالواجب
عليكم أن تؤمنوا بهذا الرسول كما كان أبوكم يعقوب يؤمن به، كما قال الله جل وعلا: ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ
مِيثَٰقَ ٱلنَّبِيِّۧنَ لَمَآ ءَاتَيۡتُكُم مِّن كِتَٰبٖ وَحِكۡمَةٖ ثُمَّ
جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مُّصَدِّقٞ لِّمَا مَعَكُمۡ لَتُؤۡمِنُنَّ بِهِۦ
وَلَتَنصُرُنَّهُۥۚ قَالَ ءَأَقۡرَرۡتُمۡ وَأَخَذۡتُمۡ عَلَىٰ ذَٰلِكُمۡ إِصۡرِيۖ
قَالُوٓاْ أَقۡرَرۡنَاۚ قَالَ فَٱشۡهَدُواْ وَأَنَا۠ مَعَكُم مِّنَ ٱلشَّٰهِدِينَ﴾ [آل
عمران: 81].
﴿رَسُولٞ مُّصَدِّقٞ لِّمَا مَعَكُمۡ﴾:
يعني محمدًا صلى الله عليه وسلم.
فالأنبياء
عليهم الصلاة والسلام، ومنهم يعقوب جَدُّ بني إسرائيل -يؤمنون بمحمد صلى الله عليه
وسلم، بما أَخَذ الله عليهم الميثاق أنه إذا بُعث هذا الرسول وأحدٌ منهم موجود -
أن يتبعه ويؤمن به.
فالله
جل وعلا يُذَكِّرهم بأبيهم إسرائيل، الذي هو من جملة الأنبياء الذين أَخَذ الله
عليهم الميثاق لَيتبعُن محمدًا صلى الله عليه وسلم.
ثم
قال تعالى: ﴿ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ﴾
[البقرة: 40]، إنَّ كفركم بهذا الرسول هو من أعظم كفران النعمة. والواجب
عليكم أن تشكروا نعمتي التي أنعمت عليكم.
فإن الله سبحانه وتعالى أكرم بني إسرائيل ببَعثة الأنبياء منهم، وإنزال الكتب عليهم، وجَعَلهم خير العالم في زمانهم بما أعطاهم الله من الرسالات ومن الكتب، وميزهم بذلك على غيرهم من العالَمين.