×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

فكان الواجب أن يشكروا هذه النعمة، فيؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، فالكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم كفر بهذه النعمة.

ومعنى ذكر النعمة: شُكْرها. اذكروها فاشكروها.

والشكر له ثلاثة أركان:

الركن الأول: يكون باللسان بأن تُذكر النعمة، ويُثنى على الله بها، ﴿وَأَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ [الضحى: 11].

الركن الثاني: الاعتراف بها في القلب بأنها من الله جل وعلا.

ولا يكفي أن يَذكرها بلسانه وهو ينكرها بقلبه، بل لا بد أن يعترف بقلبه أنها من الله جل وعلا وأنها فضل من الله.

الركن الثالث: أن الواجب عليكم أن تؤمنوا بهذا الرسول كما كان أبوكم يعقوب يؤمن به، كما قال الله جل وعلا: ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ لَمَآ ءَاتَيۡتُكُم مِّن كِتَٰبٖ وَحِكۡمَةٖ ثُمَّ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مُّصَدِّقٞ لِّمَا مَعَكُمۡ لَتُؤۡمِنُنَّ بِهِۦ وَلَتَنصُرُنَّهُۥۚ قَالَ ءَأَقۡرَرۡتُمۡ وَأَخَذۡتُمۡ عَلَىٰ ذَٰلِكُمۡ إِصۡرِيۖ قَالُوٓاْ أَقۡرَرۡنَاۚ قَالَ فَٱشۡهَدُواْ وَأَنَا۠ مَعَكُم مِّنَ ٱلشَّٰهِدِينَ [آل عمران: 81] بمحمد صلى الله عليه وسلم، بما أَخَذ الله عليهم الميثاق أنه إذا بُعث هذا الرسول

الذين أَخَذ الله عليهم الميثاق لَيتبعُن محمدًا صلى الله عليه وسلم.

ثم قال تعالى: ﴿ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ [البقرة: 40]، إنَّ كفركم بهذا الرسول هو من أعظم كفران.

﴿ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ: فإن الله سبحانه وتعالى أكرم بني إسرائيل ببَعثة الأنبياء منهم، وإنزال الكتب ﴿وَأَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ [الضحى: 11].

يَذكرها بلسانه وهو ينكرها بقلبه، بل لا بد أن يعترف بقلبه أنها من الله جل وعلا وأن تُستخدم هذه النعمة في العمل بطاعة الله سبحانه وتعالى،


الشرح