ولا
تُستعمل في معصية الله عز وجل، ولا تُستعمل في الكِبْر والفخر والخيلاء، بل
تُستعمل في طاعة الله جل جلاله.
هذه
أركان الشكر: التحدث بها ظاهرًا، والاعتراف بها باطنًا،
وصَرْفها في طاعة مسديها ومُولِيها وهو الله سبحانه وتعالى.
فإن
اختلَّ ركن من هذه الأركان؛ فإن الشكر يكون غير موجود، ولا يتحقق الشكر إلا بتحقق
هذه الأركان الثلاثة.
فلما
كفرتم بمحمد صلى الله عليه وسلم كفرتم بجميع نعم الله سبحانه وتعالى.
﴿وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ﴾
[البقرة: 40] لأن الله جل وعلا أَخَذ عليهم العهد أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه
وسلم، وأَخَذ عليهم العهد أن يطيعوه فيما أَمَرهم به، وأن يجتنبوا ما نهاهم عنه.
﴿أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ﴾ [البقرة:
40] لأن الجزاء من جنس العمل. فمَن أوفى مع الله جل وعلا؛ فإن الله جل وعلا يَجزيه
الجزاء الأوفى.
﴿وَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ﴾ [البقرة:
40] ولا تتقوا غيري ولا ترهبوا غيري.
فالإنسان
يراقب الله جل وعلا، فيؤدي ما أَمَره الله به، ويجتنب ما نهى الله عنه، ولا يترك
طاعة الله من أجل غرض آخر أو من أجل إرضاء أحد من الخلق؛ بل يجب عليه أن يتقي الله
جل وعلا، وأن يخاف من الله، ولا يخاف أحدًا غير الله، ﴿ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَٰلَٰتِ ٱللَّهِ وَيَخۡشَوۡنَهُۥ وَلَا
يَخۡشَوۡنَ أَحَدًا إِلَّا ٱللَّهَۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيبٗا﴾
[الأحزاب: 39]. هذا هو المؤمن.
أما
الذي يخشى الناس، أو يتبع هواه، أو يترك الحق زهدًا فيه؛ فهذا لم يَتَّقِ الله
سبحانه وتعالى.
وفي تقديم المعمول في قوله تعالى: ﴿وَإِيَّٰيَ فَٱتَّقُونِ﴾ [البقرة: 41] ما يفيد الحصر، وهو أن تكون التقوى لله وحده، ولا يُتقى غير الله، ولا يُخاف ولا يُخشى من غير الله سبحانه وتعالى.