وهذه
القصة ملخَّصها أن رجلاً من بني إسرائيل كان له مال كثير، وكان لا يولد له،
فاستبطأ موتَه ابنُ أخيه أو عصبته وورثته؛ لأنهم يريدون أن يرثوا ماله، واستعجلوا
قتله، فقتلوه طمعًا في أن ينتقل الميراث إليهم، ثم احتالوا على إخفاء هذه الجريمة؛
لأنها جريمة بشعة، فحملوا هذا القتيل وألقَوه عند بابِ آخَرين من بني إسرائيل
ليشبهوا على الناس أنهم قتلوه، فأخذوا يطالبون بدمه.
أولاً:
ارتكبوا قتل النفس المحرمة.
ثانيًا:
ألصقوها بالأبرياء ظلمًا وعدوانًا.
فجمعوا
بين جريمتين: جريمة القتل، وجريمة الظلم والبَهْت على
الأبرياء.
فاختصم
القوم - قوم القتيل - والقوم الأبرياء الذين أُلقِي القتيل في محلتهم. هؤلاء
ينكرون أنهم قتلوه، وأولئك يَدَّعون عليهم أنهم قتلوه لأنه وُجِد عند أبوابهم وفي
محلتهم.
فاختصموا
اختصامًا شديدًا، وحَمَلوا السلاح على بعضهم البعض، وكادوا يتقاتلون فيما بينهم!!
فقال
بعضهم: كيف تفعلون هذا وفيكم رسول الله موسى عليه السلام ؟!
ارجعوا إلى رسول الله فاسألوه بماذا تَحل هذا المشكل العظيم؟
فرجعوا
إلى رسول الله موسى، ولم يكن هناك بينة للمُدَّعي، والقتيل موجود في محلة
المُدَّعى عليهم، فكانت المسألة مشكلة.
فموسى
عليه السلام دعا ربه عز وجل أن يبين حكم هذه المشكلة، فأمره الله تعالى أن يقول
لهم: ﴿إِنَّ
ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تَذۡبَحُواْ بَقَرَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَتَّخِذُنَا
هُزُوٗاۖ﴾ [البقرة: 67] يعني: أتسخر منا؟!