×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

فأخذوا قطعة من البقرة فضربوا بها القتيل، فأحياه الله وتكلم وقال: قتلني فلان. وبَيَّن الحقيقة وأبطل الزيف والدجل، وبَيَّن الذي قتله وهو قريبه وابن عمه. فكَشَف الله أمرهم، فهو عز وجل قادر على أن يحيي الموتى، وأراهم شيئًا من ذلك في الدنيا ينظرون إليه، ﴿وَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ [البقرة: 73].

ثم انظروا إلى قوله تعالى: ﴿فَقُلۡنَا ٱضۡرِبُوهُ [البقرة: 73]. ولم يقل لموسى عليه السلام: اضربه ببعضها. بل قال لهم: أنتم اضربوه. لأنه لو ضربه موسى عليه السلام ببعضها لقالوا: هذا سحر. أو هذا من فعل موسى عليه السلام وليس من فعل الله.

وفي هذا دلالة: على قدرة الله عز وجل على إحياء الموتى، الذي ينكره المشركون والملاحدة!! فالله أراد أن يريهم قدرته على إحياء الموتى، بنموذج يشاهدونه في الدنيا.

فكان الواجب عليهم لما شاهدوا هذه الآية العظيمة والمعجزة الكبيرة لنبي الله موسى عليه السلام، كان الواجب عليهم أن تلين قلوبهم وتخشع لله عز وجل وأن يتعظوا، ولكن كان الأمر بالعكس.

قال تعالى: ﴿ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ [البقرة: 74] الذي حصل من بني إسرائيل أنهم لم يمتثلوا أمر الله عز وجل إلا بعد صعوبة وبعد تردد، وأنهم لم يتعظوا بما شاهدوه من هذه الآية العظيمة ولم يتأثروا بها، فقست قلوبهم. وأبعدُ القلوب من الله القلب القاسي.

وصَلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

والحمد لله ربِّ العالمين.

***


الشرح