وقيل:
إن معنى قولهم: ﴿ٱلۡـَٰٔنَ
جِئۡتَ بِٱلۡحَقِّۚ﴾ [البقرة: 71] أي: جئت بالوصف
المطابق الذي يتوفر ونجده.
ولكن
المعنى الأول أظهر، أي أنهم يريدون النَّيْل من موسى عليه السلام، وأنه في الأول
لم يبين لهم ولم يوضح لهم، فكأنه لم يأتِ بالحق إلا بعد هذه الأسئلة التعنتية.
﴿فَذَبَحُوهَا﴾ [البقرة:
71] ذبحوا البقرة بعد لَأْي وبعد جهد جهيد وبعد تعنت.
﴿وَمَا كَادُواْ يَفۡعَلُونَ﴾
[البقرة: 71] وما كادوا يحققون هذا الأمر بسبب تباطئهم وتأخُّرهم.
وقيل:
﴿وَمَا كَادُواْ يَفۡعَلُونَ﴾ لأنها صعبت
عليهم، وكادوا أن لا يتمكنوا من ذبحها، والسبب أن هذه البقرة التي توفرت فيها هذه
الصفات، وجدوها عند إنسان ليس عنده غيرها.
وقيل:
عند يتيم ليس عنده غيرها، فأبى أن يبيعها عليهم إلا بملء جلدها من الذهب!!
فاشتروها بهذا الثمن الباهظ.
وقيل:
ما كادوا يفعلون؛ لأنهم لا يريدون ذبح البقرة؛ لأنهم إذا ذبحوها سينكشف مكرهم
وتَظهر حيلتهم، فهم لا يريدون أن يذبحوها.
قال
العلماء: هذا فيه من الفقه أن البقر يُذبح مثل الغنم في الحلق.
وأما الإبل فإنها تُنحر في لَبَّتها.
قال الله سبحانه: ﴿فَقُلۡنَا ٱضۡرِبُوهُ بِبَعۡضِهَاۚ﴾ [البقرة: 73] يعني: خذوا قطعة من هذه البقرة المذبوحة، فاضربوا القتيل بها فسيحييه الله ويتكلم ويقول: فلان قتلني.