فالواجب:
المبادرة إلى الامتثال بدون تعنُّت في الأسئلة، ومن غير تباطؤ في التنفيذ.
﴿قَالُواْ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوۡنُهَاۚ﴾
[البقرة: 69] فجاء الجواب من الله جل وعلا على لسان موسى عليه السلام: ﴿قَالَ إِنَّهُۥ يَقُولُ إِنَّهَا
بَقَرَةٞ صَفۡرَآءُ فَاقِعٞ لَّوۡنُهَا تَسُرُّ ٱلنَّٰظِرِين﴾ [البقرة: 69].
ضاقت
الدائرة عن الدائرة التي قبلها، وذلك أن الله فرض عليهم لونًا معينًا يندر وجوده،
من باب العقوبة لهم؛ ولذلك لما حدَّد سنَّ البقرة وحدَّد لونها ندر وجودها،
وقالوا: إن البقرة التي فيها هذه الصفات كثيرة، ما ندري أي بقرة يقصد؟!
﴿قَالَ إِنَّهُۥ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٞ لَّا ذَلُولٞ تُثِيرُ ٱلۡأَرۡضَ﴾
[البقرة: 71] هذه زيادة تشديد أيضًا.
﴿لَّا ذَلُولٞ تُثِيرُ ٱلۡأَرۡضَ﴾يعني:
ليست مذلَّلة في العمل والحرث وغير ذلك.
﴿وَلَا تَسۡقِي ٱلۡحَرۡثَ﴾
[البقرة: 71] ليست سانية؛ لأن البقر كان يُسْنَى عليها ويُنْضَح عليها للزرع من
البئر. هذا تضييق بعد تضييق بسبب سؤال بعد سؤال.
﴿مُسَلَّمَةٞ﴾
[البقرة: 71]: ليس فيها أي عيب. وهذا أيضًا تشديد عليهم.
ثم
أيضًا: ﴿لَّا شِيَةَ فِيهَاۚ﴾ [البقرة:
71] ليس فيها لون غير الصفرة، تكون صفراء بهيمًا، ليس فيها لون غير الصفرة. و«الشِّيَة»
من الوَشْي الذي يكون في الألوان، يكون مختلطًا من لونين فأكثر، هذا هو
المُوَشَّى.
وأما هذه البقرة فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿لَّا شِيَةَ فِيهَاۚ﴾أي: ليس فيها لون غير الصفرة.