توعَّدهم
الله بهذا الوعيد؛ لأنهم جمعوا بين عدة جرائم:
الأولى:
أنهم كذبوا، والكذب كبيرة من كبائر الذنوب.
الثانية:
أنهم نسبوا هذا إلى الله وإلى شرع الله سبحانه، وقالوا: هذا من عند الله.
الثالثة:
أنهم باعوا هذه الأكاذيب وهذه المؤلفات الباطلة، وأكلوا ثمنها وتغذَّوا بالحرام.
وقد جاء في الحديث: «ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ
أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ
حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَقَدْ غُذِّيَ
بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَهُ ؟!»([1])
نسأل الله العافية.
فليحذر
المسلم من هذا العمل خصوصًا العلماء، خصوصًا طلبة العلم.
فليحذروا
أن يقولوا على الله أو على رسوله ما لم يقله الله ولا رسوله.
فليحذروا
أن يحللوا ما حرم الله أو يُحلوا ما حرم الله؛ من أجل نيل الوظيفة، أو من أجل
الرياسة، أو من أجل التملق عند الولاة، أو من أجل بيع هذه الكتب الباطلة وأكل
ثمنها وجَعْلها موارد رزق وكسب، نسأل الله العافية.
فليحذر
كل مسلم من هذا العمل الخبيث!! كم كُرِّر «الويل» في هذه الآية؟ كُرِّر ثلاث مرات.
وصَلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
والحمد لله ربِّ العالمين.
***
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1015).
الصفحة 13 / 533