وهذا
يا إخوان يتناول: كل مَن كَتَب كتابًا من عنده، وحَشَاه بالكذب
والبدع والمُحْدَثات والمخالفات الشرعية، ثم قال: هذا من عند الله. وقال: هذا من الشرع
وهذا من الدين.
وهذا
يتناول أيضًا: المؤلِّفين الذين لا يتثبتون في مؤلفاتهم،
فيحشونها بالأقوال الكاذبة والبدع الضالة والأحاديث الموضوعة والخرافات، ويقولون:
هذا هو دين الله. نسأل الله العافية. وهذا كثير في علماء الضلال، فكم هي الكتب
التي من هذا النوع، وتُنتشر بين الناس، نسأل الله العافية!!
وأول
مَن سَنَّ ذلك اليهودُ، واقتدى بهم كل مَن سار في ركابهم، وبئس القدوة اليهود، كما
قال تعالى: ﴿وَإِنَّ
مِنۡهُمۡ لَفَرِيقٗا يَلۡوُۥنَ أَلۡسِنَتَهُم بِٱلۡكِتَٰبِ لِتَحۡسَبُوهُ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ
وَمَا هُوَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَمَا هُوَ مِنۡ
عِندِ ٱللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾ [آل
عمران: 78].
هذه
حرفة اليهود، وكذلك مَن اقتدى بهم من علماء هذه الأمة أو من جهالهم ومتعالميهم،
فأَلَّف كتبًا فيها ضلال ونَشَرها بين المسلمين، وفيها البدع وفيها الخرافات،
وفيها الأقوال الكاذبة، وفيها الفتاوى في الحلال والحرام.
﴿لِيَشۡتَرُواْ بِهِۦ ثَمَنٗا قَلِيلٗاۖ﴾ [البقرة:
79] لأجل أن يُظهروا أمام الناس أنهم علماء، فيمدحهم الناس ويحصلوا على الرياسة.
أو لأجل أن يبيعوا هذه الكتب، ويأكلوا ثمنها؛ ولهذا قال تعالى: ﴿وَوَيۡلٞ لَّهُم مِّمَّا
يَكۡسِبُونَ﴾ [البقرة: 79]، مما يكسبون من وراء
هذه الكتب.
فهؤلاء المؤلفون الذين أَلَّفُوا كتب الضلال في العقيدة، أو في الحلال والحرام، أو غير ذلك من أحكام الشريعة، أو من البدع والمحدثات، وباعوها للناس في المكتبات، وأكلوا ثمنها،