وقيل
غير ذلك، لكن يجمع تفاسير هذه الكلمة أن هذه كلمة عذاب وتهديد
من الله سبحانه وتعالى.
﴿لِّلَّذِينَ يَكۡتُبُونَ ٱلۡكِتَٰبَ بِأَيۡدِيهِمۡ﴾ قال:
﴿يَكۡتُبُونَ﴾ ثم
قال: ﴿بِأَيۡدِيهِمۡ﴾ لا
شك أن الكتابة تكون بالأيدي، فلماذا جاء بالأيدي؟! هذا من باب التأكيد في أنهم
يكتبونه بأيديهم لا يكتبه غيرهم، وإنما هم الذين يكتبونه، أي: يكتبون كتابًا من
عندهم بدل كتاب الله سبحانه وتعالى، يفترون على الله الكذب، ﴿ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا
مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ﴾ [البقرة:
79] يخدعون الناس، يكتبون الأكاذيب، ويكتبون الضلالات، ويكتبون الخرافات، والبدع،
ويقولون: هذا هو دين الله، وهذا من عند الله.
فجَمَعوا
بين جريمتين: جريمة الكذب على الناس، وجريمة الكذب على الله.
والجهَّال
يُصَدِّقونهم، ويأخذون هذا الكتاب على أنه من عند الله، وهو من وضع الزنادقة ووضع
الملاحدة.
والجريمة الثانية: يقولون: هذا من عند الله. نسأل الله العافية. وهذه أشد، فكون الإنسان يكذب هذه جريمة وذنب وكبيرة من كبائر الذنوب، لكن إذا أضاف هذا الكذب إلى الله فالأمر أشد، والعياذ بالله، ﴿فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى ٱللَّهِ وَكَذَّبَ بِٱلصِّدۡقِ إِذۡ جَآءَهُۥٓۚ﴾ [الزمر: 32]، فمَن كَذَب على الله فهذا أظلم الظالمين. وكذلك مَن كَذَب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»([1]) فلا يجوز الكذب على الله، ولا الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونسبة القول إليهما.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1291)، ومسلم رقم (4).