فلا
يفهمون معانيها، ولا يتدبرونها، مجرد حروف يقرءونها ولا يتدبرونها، ولا يتعلمون
معانيها. وهذا نقص عظيم في اليهود وفي غيرهم، وهذه من صفات اليهود.
﴿وَمِنۡهُمۡ أُمِّيُّونَ﴾ [البقرة: 78]: باقون على أميتهم
وجهلهم كما ولدتهم أمهاتهم، ﴿لَا يَعۡلَمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّآ أَمَانِيَّ﴾ [البقرة: 78] يعني: مجرد تلاوة فقط.
هذا
ذم من الله سبحانه وتعالى لمن اتصف بهذه الصفة.
وكثير
من الناس اليوم يقرءون القرآن ولا يتدبرونه، وهذا نقص عظيم.
القرآن
ما أُنْزِل لأجل التلاوة فقط، وإنما التلاوة وسيلة للعلم والعمل، وليست غاية، إنما
هي وسيلة.
أما
الذي يقف عند التلاوة فقط، ولا يتدبر، ولا يتفهم كلام الله، ولا يتفقه في معانيه -
فهذا إنما أَخَذ بالوسيلة وترك الغاية، وهذا لا يصل إلى غاية حميدة، ولا يصل إلى
المطلوب.
فيجب
على هذه الأمة أن تعتني بكتاب ربها دراسةً، وتدبرًا، وتفقهًا في معانيه، وعملاً
بما فيه.
هذا
هو المطلوب نحو كتاب الله، ولا نكون مثل اليهود: إما أن نحرف كلام الله، وإما أن
نكتم ما أنزل الله، وإما أن نجهل معانيه ونقتصر على إقامة حروفه وتلاوته فقط.
ثم
إن الله توعَّد هذه الطوائف بقوله: ﴿فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ يَكۡتُبُونَ ٱلۡكِتَٰبَ بِأَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ
يَقُولُونَ هَٰذَا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ لِيَشۡتَرُواْ بِهِۦ ثَمَنٗا قَلِيلٗاۖ
فَوَيۡلٞ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتۡ أَيۡدِيهِمۡ وَوَيۡلٞ لَّهُم مِّمَّا يَكۡسِبُونَ﴾ [البقرة: 79].
ويل: كلمة عذاب وتهديد. وقيل: ويل: وادٍ في جهنم.