والواجب
على المؤمن أن يكون سره وعلانيته سواءً، يكون ظاهرًا وباطنًا صادقًا في إيمانه،
وأن يخشى الله في السر والعلانية؛ لأن الله سبحانه وتعالى مطَّلع عليه.
وهذا
الصنف الذين يقولون هذه المقالة هم أهل الكتمان من اليهود، وهم الصنف الثالث.
ونحن
قلنا: إن علماءهم على ثلاثة أصناف:
صنف
حرَّفوا كلام الله وجاهروا بالكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم.
وصنف
نافقوا وأظهروا الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وهم على الكفر به في الباطن
خداعًا، ومكرًا.
وصنف
يكتمون ما في كتابهم من الحق؛ لئلا يحتجَّ به عليهم المسلمون، ويخفون ذلك.
فكتمان
العلم من صفات اليهود، ولا يجوز كتمان العلم، يجب تبليغ العلم ونشره. قال تعالى: ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ
مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ
فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمۡ وَٱشۡتَرَوۡاْ بِهِۦ ثَمَنٗا قَلِيلٗاۖ فَبِئۡسَ
مَا يَشۡتَرُونَ﴾ [آل
عمران: 187].
فكتمان
العلم جريمة كبيرة، وهو من صفات اليهود ومَن اقتدى بهم من هذه الأمة. كتمان العلم
لا يجوز، بل يجب إظهاره، ويجب نشره ويجب تعليمه للناس، وتبليغه للناس؛ حتى ينتفعوا
به، ينتفع به المؤمن، وتقوم الحجة على المنافق والكافر.
قال تعالى: ﴿وَمِنۡهُمۡ أُمِّيُّونَ لَا يَعۡلَمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ﴾ [البقرة: 78] أي: من أهل الكتاب أميون﴿لَا يَعۡلَمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ﴾ أي: التوراة، ﴿إِلَّآ أَمَانِيَّ﴾ [البقرة: 78]، الأماني: التلاوة والقراءة، مجرد قراءة بدون فَهْم،