فيجب على المسلم أن يقول
الكلام الطيب للناس في جميع الأحوال، إلا مَن عاند، وكابر فإنه يغلظ عليه في
القول، قال تعالى: ﴿وَلَا
تُجَٰدِلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ إِلَّا بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ إِلَّا ٱلَّذِينَ
ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡۖ﴾ [العنكبوت: 46].
فيجنِّب
الإنسان لسانه الكلام البذيء، والكلام الفاحش، والسِّباب... وغير ذلك، قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلاَ اللَّعَّانِ
وَلاَ الفَاحِشِ وَلاَ البَذِيءِ»([1]).
المؤمن
يُعرف أنه مؤمن مِن تعامله مع الناس ومن كلامه مع الناس، بأن يكون كلامه طيبًا،
وتخاطُبه مع الناس تخاطبًا طيبًا. هذا هو المؤمن.
ثم
قال عز وجل: ﴿وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ﴾
[البقرة: 83]، هذا من حق الله سبحانه وتعالى، «إقام الصلاة» وهو داخل في
قوله: ﴿لَا تَعۡبُدُونَ
إِلَّا ٱللَّهَ﴾ [البقرة: 83]، ولكنه ذكره منفردًا
لأهمية الصلاة ومكانتها عند الله.
فقوله
تعالى: ﴿وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ﴾ [البقرة:
83]، المراد به: الإتيان بالصلاة على الوجه المشروع، بأن يكمل شروطها وأركانها
وواجباتها ومستحباتها، ويؤديها على الوجه المطلوب. وكذلك يصليها مع الجماعة في
المساجد. وكذلك يصليها في أوقاتها التي حدَّدها الله لها.
هذه
هي إقامة الصلاة، ليس المقصود من الصلاة مجرد الإتيان بصورتها من قيام وركوع وسجود،
ليس المراد الإتيان بصورة الصلاة، بل المراد إقامتها.
وصَلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
والحمد لله ربِّ العالمين.
***
([1]) أخرجه: أحمد رقم (3839)، والترمذي رقم (1977)، والبخاري في الأدب المفرد رقم (312).
الصفحة 12 / 533