فإذا
ذُكر الفقير والمسكين؛ فالفقير هو الذي ليس عنده شيء. والمسكين هو الذي عنده بعض
الشيء. فالمسكين أحسن حالاً من الفقير. وإذا أُفرد واحد دخل فيه الثاني: إذا ذُكر
المسكين دخل فيه الفقير، وإذا ذُكر الفقير دخل فيه المسكين؛ ولهذا يقول العلماء:
إذا اجتمعا افترقا -يعني في المعنى -، وإذا افترقا اجتمعا - يعني في المعنى -.
فقوله
تعالى: ﴿وَٱلۡمَسَٰكِينِ﴾يدخل فيه الفقراء، لهم حق على
الأغنياء بالإحسان إليهم، ودفع الزكاة إليهم، وهذا واجب، ودفع زكاة الفطر إليهم،
وهذا واجب، ودفع الصدقات المستحبة إليهم، ولا سيما في وقت الحاجات، وإعانة المدين
المعسر على وفاء دينه.
فالفقير
له حق على أخيه الغني من المسلمين، أوجبه الله سبحانه وتعالى.
وبعد
ذلك قال عز وجل: ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنٗا﴾
[البقرة: 83]، بعد أن ذكر هذه الأمور الخاصة عنهم، قال: ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ﴾أي:
قولاً حسنًا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصيحة، والدعوة إلى الله
بالحكمة، والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن. هذا كله يدخل في قوله تعالى: ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ
حُسۡنٗا﴾ [البقرة: 83].
كذلك عندما تخاطب الناس، لا تخاطبهم بغلظة وقسوة، بل تخاطبهم بالملاينة واللطف، ولا سيما إذا كنت تدعوهم إلى الله سبحانه وتعالى، وتنصحهم، وتأمرهم بالمعروف، وتنهاهم عن المنكر. تقابلهم بالطَّيِّب من الكلام الذي يكون سببًا في استجابتهم وسببًا في قَبولهم. الله تعالى لما أرسل موسى وهارون - عليهما السلام - إلى فرعون، قال: ﴿فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلٗا لَّيِّنٗا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوۡ يَخۡشَىٰ﴾ [طه: 44].