لهدايتهم،
كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ
ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ﴾، وهو التوراة، فالتوراة كتاب عظيم
كما قال الله سبحانه: ﴿إِنَّآ
أَنزَلۡنَا ٱلتَّوۡرَىٰةَ فِيهَا هُدٗى وَنُورٞۚ﴾
[المائدة: 44]، فهي كتاب عظيم أنزله الله على رسوله وكليمه موسى عليه
السلام لهداية بني إسرائيل، وهذه أعظم النعم على بني إسرائيل، إنزال هذا الكتاب
العظيم الذي هو أعظم الكتب الإلهية بعد القرآن العظيم الذي أُنزل على محمد صلى
الله عليه وسلم.
﴿وَقَفَّيۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ بِٱلرُّسُلِۖ﴾
[البقرة: 87]، أي: أتبعنا موسى عليه السلام بالرسل إلى بني إسرائيل، رسولاً
بعد رسول.
وهذه
نعمة أخرى، وهي أن الرسالة لم تنقطع بموت موسى عليه السلام، بل إن الله تابع الرسل
إليهم لهدايتهم. وهؤلاء الرسل ما زالوا يَحكمون بالتوراة التي أنزلها الله على
موسى عليه السلام، فكل من جاء من الأنبياء في بني إسرائيل من بعد موسى عليه
السلام، كلهم يحكمون بالتوراة، كما قال تعالى: ﴿يَحۡكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسۡلَمُواْ لِلَّذِينَ
هَادُواْ﴾ [المائدة: 44]، مثل داود وسليمان
وأيوب وإلياس واليسع وزكريا ويحيى... وغيرهم من أنبياء بني إسرائيل المتعاقبين
لهداية بني إسرائيل، يحكمون بهذا الكتاب العظيم.
﴿وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ﴾ [البَقَرَة: 87] وهو عيسى ابن مريم عليه السلام آخر أنبياء بني إسرائيل، أولهم موسى وآخرهم عيسى ابن مريم عليه السلام وعليهم جميعًا، نُسِب إلى أمه لأن الله أوجده بقوله تعالى: ﴿كُن﴾، فكان في رحم مريم، والله قادر على ما يشاء سبحانه وتعالى، وعلى ما يريد، كما أنه خَلَق آدم عليه السلام من ترابٍ من غير أبٍ ولا أم، فهو قادر من باب